بقلم الكاتب الحقوقي الأستاذ البشير سعيد إن القيم الكونية التي تضمنها هذا البرنامج الانتخابي الاستشرافي هي خيار سياسي، هي كالأسّ لاستشراف المستقبل، لأن الهوية الوطنية واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية والانفتاح على الثقافات والإيمان بحوار الحضارات كلها من الثوابت بل هي من آليات استشراف المستقبل في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم وقد يشهد أعمق منها وأخطر في سنين.. إن البرنامج الانتخابي للرئيس بن علي برنامج استشرافي من أجل الانسان، من أجل الطفل والشاب، المرأة والرجل، الكهل والمسنّ.. من أجل ثقافة تهدف للبناء وصنع الحياة في مجتمع ديمقراطي تعددي لكل الأعمار والأجناس والأجيال.. ثقافة تهدف لخير عميق وتبشر بفجر سعيد تساهم في صنع ملامحه كل القوى الحية في البلاد.. وما أروع أن يكون المستقبل من صنع الانسان يصنعه بحبه للناس وعقله الحصيف..!! ما أروع أن يكون طموحه من أجل الوطن طليقا مطلقا.. لا يعرف حدودا يستحضر الماضي، يصنع الحاضر ويستشرف المستقبل، يغالب خطوب الدهر بروح تحد وشموخ، يتسامى على كل نقيصة ويتجاوز كل العراقيل من أجل التميز بمسيرة يقودها رئيس مؤمن بإرادة الحياة، مؤمن بإرادة الشعب، من أجل تونس يعمل وفي حق الوطن لا يعرف هوادة، مؤمن بعفة العمل السياسي وجسامة المسؤولية إيمان شعبه ببيان السابع من نوفمبر 1987 وما بشّر به من مبادئ وقيم، إيمان شعبه بأن هذا البيان الانتخابي الاستباقي (2009 2014) يبقى رمزا للفعل والانجاز ورفع التحديات ليبقى بن علي الخيار الأوحد للتونسيين والتونسيات وان اختلفت مشاربهم وأذواقهم. إن الانسجام بين أرباب الأقلام وأهل الفن والثقافة مع التوجهات السياسية الرائدة في تونس منذ تغير السابع من نوفمبر لم يكن وليد صدفة بل كان نتيجة منطقية لما يشعر به روّاد الثقافة بمختلف ألوانها وأهل العلم والمعرفة بفروعها من حضوة ومتابعة لانجازاتهم وإبداعاتهم وما يكتبون، متابعة من قيادة وطنية صادقة اختارت تشريك المثقفين في المشهد السياسي المتنوع حتى انصهروا انصهار المؤمن بنفاذ بصيرة سيادة الرئيس ووضوح مقارباته الاستشرافية في كل القضايا الوطنية ومستقبل الشعب بمختلف مكوناته وهذا ما يجسده هذا البرنامج الانتخابي، هذا البرنامج الاستشرافي لمستقبل الأجيال.. برنامج طموح رسمه رئيس لا يخشى الصعاب واضح الرؤى، ذواق لما ينتج الفكر، اختار أن يكون مع الناس ليدرك تحديات العصر ويشرّك شعبه في صنع القرار.. يرى المستقبل بعين ناقدة ثاقبة، يواجه ما يشكل بعزيمة لا تلين مع الشعب يعيش وعلى نفسه إلى الانحياز للضعفاء والمعوزين ومحدودي الدخل.. الثقافة عند سيادته كالتغيير لا يكتب لها نجاعة ولا تؤتى ثمارها إلا إذا كانت وليدة جهد يومي مشترك وصدى لمشاغل الناس وتطلعاتهم. والثقافة كما يتمثلها سيادته ذات ألوان، النقد الفكري يغذيها ويزيدها تنوّعا لأن تنوع منابع الثقافة مطلوب والاجتهاد من أجل تونس مخطوب ولا يجرّم في ثقافة الاستشراف عقل ناقد بل لا بدّ من عقل يدبر وقلم يسطر لرسم ملامح مستقبل الثقافة، ثقافة تتعدد فيها المشارب والأذواق، ثقافة بها تترسخ القيم والمبادئ وتتحقق المعادلة بين الخصوصية والكونية في الثقافات الإنسانية ليحكم العقل الناقد مصالح الشعوب ويؤسس لقيم كونية جديدة تقطع مع ادعاء الكمال والمفاضلة بين الثقافات لأن التلاقح الفكري بين المثقفين في العالم وحوار الثقافات يؤسس حتما لحوار أشمل وأعمق هو حوار الحضارات والأديان. استشرف الرئيس هذا المعطى وذهب إلى أنه لا غالب ولا مغلوب في ثقافة الاستشراف بل ان استشراف الثقافة استشراف لمستقبل أفضل للانسان ككائن مبدع من حقه التمسك بالدين والهوية والقيم الكونية دون ادعاء لامتلاك الحقيقة، فباحترام الآخر يحيى الإنسان وبالتعمق في الموروث الثقافي للشعوب ينتج ويبدع لتبقى تونس على الدوام مهدا للحضارة لا تؤد فيها فكرة ولا يموت فيها فنّ، هكذا يرسخ الرئيس ثقافة الاستشراف بالمثابرة والطموح والتميز، ويستشرف مستقبل الثقافة طلبا «لأرفع الآفاق» إيمان بإرادة الإنسان الكائن المبدع المثقف.. كل هذه المعاني يجسدها البرنامج الانتخابي الاستشرافي للرئيس بن علي وهو في حاجة لمزيد من التعمق.. حاجة ستؤكدها الأيام.