ألقت حادثة قاعدة «فورت هود» التي قُتل فيها 13 جنديا أمريكيا على يد ضابط أمريكي مسلم الضوء على الحساسيات التي يعيشها المسلمون الامريكيون الذين يخدمون في القوات المسلحة حيث ازدادت المخاوف من استهداف العرب والمسلمين العاملين في الجيش فيما تحدثت مصادر عن أن الحادثة تسببت في شق صفوف المسلمين في أمريكا. وقال كامران ميمون من منظمة «المسلمون من أجل أمريكا آمنة» إن الحادث أدى الى انشقاق في صفوف مسلمي الولاياتالمتحدة، موضحا أن «هناك من ناحية من يقول إنه لا ينبغي أن يكون لنا شأن بالقوات المسلحة الامريكية المتورطة في حروب مع إخواننا المسلمين في الخارج وهناك من يرى أنه يجب أن نخدم في الجيش وندافع عن بلادنا ضد كل من يرغب في شن الهجوم عليها». صعوبات وأكد ميمون أن «حسم الامر ليس سهلا، ونحن نحاول أن نشجع المسلمين الامريكيين لمعرفة المزيد عن هذه الامور واستخدام مهاراتهم في التفكير النقدي للتوصل الى استنتاجات موضوعية، بحيث يمكننا أن نشارك بدرجة أكبر في النقاش حول قضايا الأمن القومي». وتابع ميمون «أن الغالبية العظمى من المواطنين المسلمين في أمريكا قادرون على العيش حياة سلمية» على الرغم من أنهم عانوا من بعض التمييز، حتى لو تمثل ذلك في نظرة عدائية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وهو يعتقد أن هذا يمكن أن يكون صحيحا أيضا في حالة أولئك المسلمين الذين يخدمون في القوات المسلحة الامريكية. وليس من الواضح تماما كيف يخدم آلاف المسلمين في القوات المسلحة الامريكية المكونة من 1،4 مليون فرد، حيث لا يتم سؤال المجنّدين عادة من معتقداتهم الدينية. وحسب ما يقوله «البنتاغون» هناك 3572 مسلما في الخدمة داخل الجيش، إلا أن بعض المسلمين يقولون إن العدد الحقيقي يصل الى أكثر من 20 ألفا. ولا تخفي الحكومة الامريكية رغبتها في أن ترى أعدادا أكبر من الاقليات العربية والمسلمة تلتحق بالقوات المسلحة، حيث ينظر الى الجنود الامريكيين المسلمين على أرض الواقع في العراق وأفغانستان منذ فترة طويلة على أنهم يمثلون جزءا حيويا من الحملات العسكرية الامريكية التي تسعى الى كسب القلوب والعقول في هذين البلدين. تعزية وتحذير وقد سارعت منظمات أمريكية عربية ومسلمة الى التعبير عن رفضها للحادث وتعزية الجيش الامريكي، إضافة الى التحذير من انتشار كراهية الامريكيين العرب والمسلمين والتشكيك في ولائهم للولايات المتحدة. وأصدرت «جمعية العرب الامريكيين الوطنيين في الجيش» بيانا قالت فيه «بعد هذه المأساة الفظيعة من المهم أكثر من أي وقت سابق ألاّ نكرّر أخطاء التشهير والاخطاء الكبيرة التي حدثت بعد مآس سابقة. ودعت الجمعية الاعلام والمسؤولين وكل الامريكيين الى اعتبار أن تصرفات نضال حسن هي تصرفات قاتل مجنون ولا تعكس بأي شكل المجتمع الامريكي العربي أو الامريكي المسلم». وأصدر «مجلس قضايا المسلمين الامريكيين في القوات المسلحة» بيانا مشابها، يعزي جنود «فورت هود». وقالت الجمعية «إن الاسلام يعتبر الهجوم على الابرياء خطيئة كبيرة»، مضيفة «أن هذا العمل الاجرامي يجب التعامل معه من خلال تطبيق القانون». وعقد «مجلس العلاقات الامريكية الاسلامية» مؤتمرا صحافيا للتعبير عن رفض المنظمة الاسلامية للاعتداء وإدانته. وقالت المنظمة إنه «لا توجد عقيدة دينية أو سياسية يمكن أن تبرر مثل هذا العنف الوحشي»، مضيفة: «ان المسلمين الامريكيين يقفون مع المواطنين في الدعاء للضحايا وتقديم تعازيهم الحقيقية لعائلات المقتولين والجرحى». ويخشى الامريكيون العرب والمسلمون إمكانية حدوث هجمات لفظية أو بدنية بعد حادث «فورت فود».