لماذا أدرجت الحامل ضمن الاشخاص الاكثر عرضة لمضاعفات الاصابة بفيروس A/H1N1 أو ما يعرف بتسمية أنفلونزا الخنازير؟ وهل باستطاعة الحامل المصابة بالفيروس تناول الادوية وخاصة المضادات الحيوية دون أن يعرّض ذلك جنينها للخطر؟ هل يعرضها التلقيح ضد هذا الفيروس للخطر خاصة مع تواتر «التشكيكات» في تأثيراته الجانبية على الصحة...؟ وما مدى تأثير ذلك على الجنين؟ أسئلة تطرح كثيرا هذه الايام مع ظهور الاصابات وحلول موسم نشاط الفيروس... مستفسرة عن حجم الخطورة... حدّ الاقتراح بإمكانية تأجيل النساء لحملهن الى ما بعد انقضاء موسم الاصابات. هذا الاقتراح قالت عنه لجنة اليقظة الجهوية بتونس في آخر نشرياتها الصادرة يوم 2 نوفمبر الجاري إنه: «حاليا ليس من الضروري نصح النساء بتأجيل حملهن»... مشيرة الى أنه من المتوقع بلوغ عدد الحوامل خلال موسم الاصابات الذي يمتد الى غاية بداية الربيع المقبل حوالي 50 ألف حامل. وفي المقابل نصحت اللجنة بضرورة إبعاد الحوامل عن باقي المصابين في العيادات الخارجية وذلك بتهيئة الفضاءات أو بالتباعد الزمني بغاية وقايتهن من الاصابات. كما نصحت بضرورة قيس درجات حرارة الحامل أثناء متابعة الحمل وتحسيسها بوسائل الوقاية من فيروس A/H1N1... وبتفادي صفوف الانتظار لدى التسجيل والانتظار المطوّل للتشخيص للتقليص من فرضية الاصابة. تناول الأدوية من جهة أخرى قال الاخصائي في أمراض النساء والتوليد وعضو الجمعية التونسية لطب أمراض النساء والتوليد الدكتور سامي الزين ل «الشروق» إن الحامل شخص حساس صحيا... إذ أن مناعتها تنقص أثناء فترة الحمل. موضحا أن وضعها الصحي الخاص جعلها معرضة لخطورة مضاعفات فيروس A/H1N1 ومن هنا تأتّى إدراجها ضمن قائمة الاشخاص ذوي الوضع الصحي الاستثنائي لمقاومة هذا الفيروس. كما ذكر ل «الشروق» أن الحامل بإمكانها تناول الادوية والمضادات الحيوية في حال أصيبت بأنفلونزا الخنازير لأن الاصابة ستؤثر بدورها على الجنين. وعن سؤالنا حول مدى تأثير ذلك على صحة الجنين قال إن تناول الادوية لا يؤثر على صحة الجنين. وينصح الدكتور سامي الزين الحامل بالتلقيح ضد الفيروس وذلك بداية من الشهر الثالث للحمل تفاديا لمضاعفات الاصابة. تلقيح الحامل بدورها أكدت منظمة الصحة العالمية بعد اجتماع خبرائها بتاريخ 30 أكتوبر الماضي على أولوية تلقيح الحوامل خلال الثلاثية الثانية والثالثة من فترة الحمل. ولم تثبت التحاليل المجراة على التلقيح حسب المنظمة أية خطورة للقاح على خصوبة المرأة أو حملها. وتنصح المنظمة بتلقيح الحامل بجرعة واحدة متجانسة من اللقاح الحي المخفف والخامل الخفيف أو القوي. وذكرت نشرية اللجنة الجهوية لليقظة بتونس (المنطقة التي سجلت العدد الابرز من الاصابات حوالي 53٪ من مجموع الاصابات) أن تونس تجري حاليا مفاوضات حول إمكانية اقتناء كمية من اللقاح الخامل القوي (non adjuvés). وفي ما يتعلق بتناول الحامل للادوية بينت النشرية أنه لا يمكن وصف الادوية للحامل إلا في حال ظهرت عليها العلامات السريرية للاصابة وأن وصف تلك الادوية لا يجب أن يسبق الاصابة بدعوى الوقاية منها. وتنصح النشرية الاخصائيين بضرورة إبعاد المولود الجديد عن والدته المصابة أو المشكوك في إصابتها الى حين شفائها... وبينت النشرية أن الرضيع البالغ عمره دون 6 أشهر لا يمكن تلقيحه وفي حال ظهرت لديه العوارض الاكلينيكية، للاصابة يمكن توجيهه للاقامة في أقسام الرضع بالمستشفيات.