مرّت أمس الذكرى العشرون لسقوط جدار برلين وقد اجتمع قادة العالم السابقون والحاليون وربما اللاحقون قرب أنقاض هذا الجدار لاسترجاع ذكرياتهم قبل وعند وبعد سقوطه. ومن الجدير بهذه المناسبة الهامة التي مكنت من توحد شطري ألمانيا في مستوى أول وشطري أوروبا في مرحلة ثانية أن نذكر من تجمعوا قرب جدار برلين أن هناك جدرانا أخرى ما تزال قائمة في أماكن عدة من العالم. كما أنّه من الجدير تذكيرهم أنه أثناء تجمعهم لأداء «صلاة الغائب» على الجدار السوفياتي توجد في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة أنشطة مناقضة تماما حيث تعمل الآلة العسكرية الصهيونية على إتمام بناء جدارها العنصري الذي حاصر المدنيين العزّل وافتك منهم أرضهم وحياتهم. ربّما كان الأجدر لو تجمع هؤلاء عند الجدار الصهيوني حيث سيمكنهم من استرجاع الماضي بكل ما فيه من ألم وحقد ووحشية فالألمان في جمهورية ألمانيا الاتحادية الذين عزلهم جدار برلين عن أهلهم وعن العالم وعن الحياة يشبهون إلى حد كبير الفلسطينيين القابعين خلف الجدار العنصري الإسرائيلي. إذا يحق للعالم أن يحتفل كل يوم بهذه الذكرى وليس كل عام لكن الاحتفال بسقوط جدار لا يجب أن ينسيهم بقية الجدران سواء في فلسطين أو في المكسيك فكلما وجد جدار عنصري وجدت المأساة خلفه.