شورو وبن علي: أرقام قياسية بين عميد المسجونين وعميد السجّانين؟!
تونس-الحوار نت- في الوقت الذي تحقق فيه الزعامات إنجازات هامّة لبلدانها أو للإنسانية قاطبة، وفي الوقت الذي تجتهد فيه هذه القيادات من أجل حشد ما أمكنها من الخدمات والمساهمة بقوة في تشييد نهضة شعوبها لتنمي رصيدها حتى تجد لها مكانا مشرقا في صفحات التاريخ المتزاحمة والمتدافعة، في هذا الوقت ما فتئ حاكم تونس يحصد الأرقام المفزعة ويحشو تاريخه بإنجازات بشعة انتهك من خلالها سلسلة من الحرمات تأتي على رأسها حرمة الآدمية التي تفنن في إيذائها ضاربا عرض الحائط بكل أنواع المواثيق.
لقد وصل هلموت كول لحكم ألمانيا عن طريق صناديق الاقتراع، وتمكن خلال فترة حكمه الممتدة من 1982 إلى 1998 إلى القيام بإنجازات ضخمة أبرزها سعيه المكلل لسقوط جدار برلين والمفاوضات الماراطونية التي أجراها ليقنع أوروبا وأمريكا أنّ الوحدة الألمانية لن تهدد أحدا وستكون صمام أمان للعالم بأسره، هذه المفاوضات التي توجت بوحدة شطري ألمانيا. إضافة إلى ذلك يعتبر كول "أبو الوحدة الأوروبية" حيث ساهم وبقوة في دفع المفاوضات وتذليل الصعاب من أجل الوصول إلى الوحدة المنشودة.
أمّا رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان فقد جلب الحب والمال والاحترام لتركيا حين صفى خصومات بلده وفتح قنوات اتصال ليصلح ما أفسده غيره، ومدّ الجسور مع آذربدجان وسوريا والعراق وإيران وهو بصدد معالجة ملف قبرص ومنه إلى علاقات جوار سليمة مع اليونان.. لم يكن هذا كل شيء فقد رفع من أسهم الاقتصاد التركي ونازع المؤسسة العسكرية حرية شعبه وافتك منها الكثير وهو ماض ليكمل المشوار كل هذا إضافة إلى مواقفه المشرفة من قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
زعماء آخرين كثر أهدت لهم شعوبهم ثقتها عبر صناديق الاقتراع فأهدوا بدورهم بناءا وتشييدا وعمرانا واحتراما للشعب الذي مكّنهم من اعتلاء كراسي قصوره.
أمّا بن علي فقد حقق سلسلة من الأرقام القياسية المخذلة والتي لم يسبقه إليها لا الحبيب بورقيبة ولا حتى المستعمر الفرنسي حيث فاق عدد الشهداء الذين قضوا في عهده ضعف أولئك الذين استشهدوا في ساقية سيدي يوسف، كما أنّه قاد عمليات تشريد وتهجير وسجن مركزة فاقت الثلاثين ألف متفوقا بذلك على المرحلتين مجتمعتين "البورقيبية والفرنسية" بهذا يكون قد وشح أخيرا صدره بأبشع الأوسمة على الإطلاق، وحقق السبق وانجز الرقم القياسي.. ليصبح "سجانا" لأقدم سجين سياسي في تاريخ تونس المدون والذي رصدته الذاكرة القديم منه والحديث، لقد "سخر" الدكتور الصادق شورو من بن علي حين انتزع منه لقب "عميد السجناء" المناضلين في تونس ليقلّده ويلطمه بلقب "عميد السجانين" في تاريخ تونس.. هذا يحصد ألقاب الشرف وذاك يحصد ألقاب الظلم والمهانة، وكل إناء بما فيه ينضح.