اعترف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس بفشل 18 عاما من المفاوضات مع اسرائيل، مؤكدا أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس توصل الى قناعة باستحالة إقامة دولة فلسطينية في عهد رئيس حكومة الاحتلال الحالي بنيامين نتنياهو، وقال أيضا ان اسرائيل ستضطرّ الى التعامل مع «حماس». وقال عريقات في مقابلة صحفية «لقد جاءت لحظة الحقيقة، ومصارحة الشعب الفلسطيني، إننا لم نستطع تحقيق حل الدولتين من خلال المفاوضات التي استمرت ثمانية عشر عاما لقد وصلنا الى قناعة بأن اسرائيل لا تريد دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها في جوان 1967. لحظة الحقيقة وأكد عريقات الذي شارك في المفاوضات مع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 أن رئيس السلطة محمود عباس «وصل الى قناعة والى لحظة الحقيقة أن لادولة فلسطينية مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو». وأضاف عريقات «أعتقد أن الرئيس عباس وصل الى لحظة الحقيقة التي تقول ان اسرائيل لا تريد حلا ولا عملية سياسية تقود الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة». وتابع رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية قوله «لقد حاولنا خلال ثمانية عشر عاما من المفاوضات بكل جهد ممكن التوصل الى حل الدولتين لكن اسرائيل كانت دائما تضع العقبات ولا تزال تمنع الوصول الى هذا الحل». وأشار الى أن عباس «كرّس حياته لتحقيق الأمن والسلام وإقامة دولة فلسطينية مستقلة لشعبنا، لكن اسرائيل هي السبب في فشل كل هذه الجهود». وأضاف عريقات «الآن وبعد 18 عاما مازلنا نتحدث عن وقف الاستيطان ووقف هدم المنازل في القدس ووقف مصادرة الأراضي، وإسرائيل ممعنة في كل هذه الاجراءات التي تجعل الوصول الى تسوية أمرا غير ممكن». وأوضح عريقات أن السلطة الفلسطينية تأسست عام 1994 «كحل مرحلي للوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة لكن اسرائيل حتى الآن هي التي تقرّر من يدخل ومن يخرج وتواصل اجراءاتها وكأنه لا وجود لعملية سلام». واعتبر عريقات أن «كل الممارسات والاجراءات الاسرائيلية تدل على أن اسرائيل لا تبحث الا عن إطالة أمد الاحتلال». وقال عريقات ان اسرائيل ستضطر في نهاية المطاف الى التعامل مع حركة «حماس» في حال لم تأخذ العملية السلمية على محمل الجد». عرض أمريكي وكشف عريقات خلال المقابلة عن «اتصالات مع الادارة الأمريكية التي طلبت أن ندخل المفاوضات مقابل تعهد منها بتحقيق قيام الدولة خلال سنتين». وقال عريقات «لكننا نعتبر أن هذا المطلب لا يحقق لنا اقامة دولتنا خاصة أن الاستيطان مازال متواصلا»، مؤكدا «لن نعود الى المفاوضات حتى يتوقف الاستيطان وتحدد حدود الدولة الفلسطينية وحتى هذا أشك أن الرئيس محمود عباس يقبل به الآن للعودة الي المفاوضات بل يجب أن يكون هناك تحرّك دولي غير مسبوق في الضغط على اسرائيل لأن الأمور وصلت الى مرحلة لا يمكن لها العودة الى الوراء. وقال عريقات «ان ساعة الحسم قد أزفت، وفي حال لم يتمكّن الفلسطينيون من إقناع اسرائيل بوقف الاستيطان وتحقيق تقدم في المسيرة السلمية فإننا سنتّخذ خطوات أخرى». ولم يوضح عريقات طبيعة هذه الخطوات لكنه نفى أن يكون قد اقترح حل السلطة الفلسطينية.