رام الله - القدس المحتلية (وكالات) أكدت السلطة الفلسطينية أمس أن عملية السلام وصلت الى طريق مسدود بعد التراجع الأمريكي عن مطلب تنفيذ اسرائيل التزاماتها بتجميد الاستيطان وفقا لخطة خارطة الطريق، وقالت السلطة انها لن تستأنف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي ما لم تتوقف عملية بناء وتوسيع المستوطنات ودعت الى عقد اجتماع للجنة المتابعة العربية لبلورة موقف عربي موحد في المرحلة المقبلة. فقد اعتبرت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبوردينة ان حالة من الجمود والشلل أصابت عملية السلام نتيجة التعنت الاسرائيلي والتراجع الأمريكي وأبدت استياءها الشديد من انحياز واشنطن لاسرائيل في ملف الاستيطان. انقلاب أمريكي وما زاد الطين بلة في نظر الفلسطينيين وما زاد من شعورهم بالصدمة وخيبة الأمل من ادارة باراك أوباما أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي انهت جولة في المنطقة وصفت اشتراط رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الوفاء بمتطلبات «النمو الطبيعي» في المستوطنات واستثناء القدس من أي تجميد للبناء الاستيطاني والمضيّ في اكمال بناء 3 اَلاف وحدة سكنية استيطانية بأنها «تنازلات غير مسبوقة». ودفع هذا الوصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الى رفض تصريحات الوزيرة الأمريكية في بيان شديد اللهجة. وقال عريقات ان «ما يقدمه الاسرائيليون ليس شيئا غير مسبوق، ما من شأ نه ان يكون غير مسبوق هو تجميد شامل للإستيطان الذي تقوم به اسرائيل ووقف السياسات الاسرائيلية في القدسالشرقيةالمحتلة مثل هدم المنازل وعمليات اخلاء المساكن من أهلها والتوسع الاستيطاني السريع. وأضاف عريقات انه «دون تجميد الاستيطان وتفكيك المستوطنات في نهاية المطاف لن تكون هناك دولة فلسطينية للتفاوض بشأنها كما لن يكون هناك حل قائم على مبدإ الدولتين للحديث عنه. وتساءل عريقات اذا كانت أمريكا لا تستطيع دفع اسرائيل لتجميد الاستيطان، فما الفرصة التي تبقى للفلسطينيين للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل حول قضايا الوضع الدائم. واكد عريقات أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يشعر انه تعرض للخديعة من جانب العرب والاسرائيليين والى حد ما من جانب الأمريكيين». خيبة أمل من جانبه اعتبر الوزير الفلسطيني السابق زياد أبو زياد ان موقف ادارة أوباما يشكل خيبة أمل كبيرة للفلسطينيين مضيفا انه «دليل على ان هذه الادارة ليست مختلفة عن سابقاتها». وتابع أبو زياد انه «من المستحيل مواصلة المفاوضات طالما ان اسرائيل تعدل المعطيات على الأرض وتسبق نتيجة تلك المفاوضات ببناء المستوطنات. وكان رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ابدى شعوره بنشوة الانتصار بعد ان تلقى دعم واشنطن بالدعوة الى استئناف المفاوضات دون تجميد سابق للاستيطان. وقال نتنياهو «لتحريك عملية السلام سهلنا حياة الفلسطينيين اليومية واثبتنا أننا مصممون على فعل ما لم تفعله اي حكومة اسرائيلية اخرى منذ انطلاق هذه العملية قبل 16 عاما حسب زعمه. وأعرب نائب وزير الخارجية الاسرائيلي دان يعالون عن ارتياحه لهذا التحول بعد ان كانت واشنطن تطالب بتجميد كامل للاستيطان قبل بدء مفاوضات السلام، وصرّح للاذاعة الاسرائيلية العامة بأن «الدليل ثابت على ان الولاياتالمتحدة هي افضل اصدقائنا وأن تمسك اسرائيل الحازم بمواقفها يأتي بثماره» حسب قوله.