في إطار احتفالات ولاية القيروان بالذكرى الثانية والعشرين للتحول المبارك، وفي إطار التعاون التونسي الياباني في ميدان التقنيات الحديثة للاتصال، نظمت مؤخرا لجنة التنسيق بالقيروان ندوة مرئية مع جامعة Tsoukouba اليابانية بعنوان: «الثورة الرقمية: خصائص ومميزات التجربة التونسية» التي أشرف على تقديمها الأستاذ عادل بوحولة عضو الهيئة الرفيعة المستوى للعلوم والتكنولوجيا ورئيس وحدة بحث السلامة الرقمية وذلك بمدرج المعهد الأعلى للاعلامية والتصرف بالقيروان. وقد بيّن الأستاذ عادل بوحولة أن مجالات التجديد التكنولوجي والتطوير العلمي والمعرفي تتيح لفائدة الدول النامية على وجه الخصوص فرصة تاريخية لاختصار سبل التنمية والانتقال من مرتبة المستهلك الى مصاف الأمم المنتجة للذكاء والمصدرة للمعرفة بما يؤهلها لحسن التموقع ضمن مقتضيات الاقتصاد العالمي الجديد، وقد تحصلت تونس على مراتب مشرفة جدا على المستوى الدولي، بعد أن صنّفها منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في تقريره السنوي 2008 2009 حول توفر البنى التحتية للتكنولوجيا الحديثة للاتصال في المرتبة الأولى مغاربيا وإفريقيا للسنة الثالثة على التوالي، والمرتبة 38 عالميا من أصل 134 دولة، وهي تتقدم على عدة دول أوروبية مثل المجر (المرتبة 41) وإيطاليا (المرتبة 45) واليونان (المرتبة 55) ورومانيا (المرتبة 58) وتركيا (المرتبة 61) وبولونيا (المرتبة 69) ومصر (المرتبة 76) والمغرب (المرتبة 86) وجنوب إفريقيا (المرتبة 52)، وحسب تقرير منظمة مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة (كنوساد) حول «اقتصاد المعلومات لسنة 2009» تحتل تونس المرتبة الأولى إفريقيا على مستوى انتشار الانترنات. وقدم الأستاذ بوحولة العديد من الحلول التونسية والتطبيقات التكنولوجية المتميزة التي قام بإنجازها أعضاء وحدة بحث «السلامة الرقمية» والتي تمّ تسجيلها كبراءات اختراع على نطاق وطني وأوروبي وكذلك نشرها في أكبر الندوات والمجلات العلمية العالمية المفهرسة.. هذه التطبيقات مكّنت تونس من بلوغ الدور النهائي من المسابقة المرموقة: «MIT Arab Business Plan Competition» لسنة 2009 وهي مسابقة لاختيار أفضل خطة عمل في العالم العربي، مع العلم أن 1241 فريقا من 17 دولة عربية قد شارك في هذه المسابقة، ويعد فريق وحدة بحث «السلامة الرقمية» الفريق الوحيد من تونس الذي ترشح مع 8 فرق من دول أخرى الى الدور النهائي من المسابقة، متحصلا على أعلى تقييم في ما يخص التجديد التكنولوجي. وأثناء هذه الندوة وقع اتصال مرئي من جامعة تسوكوبا اليابانية (وهي جامعة يابانية عريقة تحصل ثلاثة من أساتذتها على جوائز نوبل). وبعد نجاح تربصات الطلبة اليابانيين في تونس، تقرّر تعيين طالب ياباني آخر للقيام بتربص خلال سنة 2010 في وحدة بحث السلامة الرقمية بالمدرسة العليا للمواصلات بتونس وتحت تأطير الأستاذ بوحولة حول موضوع «التدقيق الآلي في معدات السلامة» كما تمّت دعوة الأستاذ عادل بوحولة وللسنة الثالثة على التوالي لتقديم دروس مكثفة في جامعة تسوكوبا في شهر أفريل 2010 حول موضوع: «التدقيق الآلي للمنظومات الاعلامية». وبعد أن قدم الأستاذ بوحولة خطابا حول التعاون التونسي الياباني، قدم كذلك الطالب «Takuya» الذي قام بتربص في تونس في الصيف الفارط شهادته حول هذا التربص، حيث قال: «ما شدّني للقيام بهذا التربص هي الأبحاث العلمية الممتازة للأستاذ بوحولة ثم نجاح تربص زميلي في السنة الفارطة وقد تمّ نشر محتوى هذا التربص في كتاب علمي مفهرس وفي مجلة علمية، وتعتبر النتائج الأولية التي تحصلنا عليها واعدة جدا، والآن شرعنا فعليا في كتابة مقال علمي حول هذه النتائج وسوف نقوم بإرساله قريبا الى مؤتمر علمي دولي، أما إقامتي فهي ممتازة ومريحة وتلقيت دعما كبيرا من جميع الأطراف، هذه الحفاوة جعلتني أتجاوز عقبة الخوف من عدم التواصل خصوصا وأني لا أتكلم لا العربية ولا الفرنسية».