قتل امس وجرح العشرات في تفجير سيارة مفخخة قرب مكتب رئيس الحكومة العراقية المعيّنة داخل ما يعرف بالمنطقة الخضراء في بغداد التي تضم ايضا السفارتين الامريكية والبريطانية وفي هذا الوقت بالذات توقع الجيش الامريكي امس تصعيدا اكبر معترفا بصعوبة القضاء على المقاومة. وكشف هذا التفجير الذي حدث عند بوابة المنطقة الخضراء التي تعد الاشد تحصينا في العراق كله وليس في بغداد فحسب مدى هشاشة الوضع الامني الذي جعلته الحكومة المؤقتة في مقدمة اولوياتهاوجاء التفجير ايضا مخالفا لتصريحات امريكية وعراقية بأن الوضع الامني تحسّن كثيرا منذ تنصيب هذه الحكومة في نهاية جوان الماضي.. تفجير قرب مكتب علاوي وأوقع تفجير السيارة المفخخة 10 قتلى ونحو 40 جريحا حسب الحصيلة التي قدمها اياد علاوي الذي تفقد موقع الهجوم بعد ساعتين تقريبا من حدوثه. وأشار علاوي في تصريح للصحفيين الى ان من بين القتلى 3 من عناصر الحرس الوطني (الدفاع المدني سابقا) اضافة الى 7 مدنيين متوعدا من سماهم «المجرمين» بتقديمهم الى العدالة. واعتبر علاوي ايضا ان عملية التفجير هذه ربما كانت ردّا على الحملات الامنية الاخيرة في بغداد التي افضت الى اعتقال عديد الاشخاص وضبط كميات من السلاح والمتفجرات حسب الامن العراقي. وتحدث جيش الاحتلال الامريكي من جهته عن 7 قتلى مرجحا ان يكون الهجوم «انتحاريا». وانفجرت السيارة المفخخة عند حاجز لقوة الحرس الوطني وقد كانت السيارة تحاول على ما يبدو الدخول عبر البوابة المؤدية الى مقر الحكومة المؤقتة. وسمع الانفجار على مسافة كيلومترات فيما تحطم زجاج النوافذ في بنايات تبعد مئات الامتار عن موقع التفجير الذي حلقت فوقه المروحيات الامريكية على علو منخفض. وقال شاهد عراقي انه رأى سيارة سوداء تبتعد بينما انفجرت السيارة البيضاء ثم حدث بعد ذلك اطلاق نار وانطلقت صفارات سيارات الشرطة والاسعاف. واشهر الجنود الامريكيون الذين انتشروا في المنطقة اسلحتهم في وجوه العراقيين الذين تجمعوا في الموقع مطالبين اياهم بالابتعاد. وصبّ عدد من العراقيين في موقع الهجوم كما في المستشفيات التي نقل اليها الجرحى والقتلى جام غضبهم على الامريكيين الذين اخّروا دخول هؤلاء العراقيين الى داخل المنطقة الخضراء (لمزاولة اعمالهم او للبحث عن عمل) لعدة ساعات . وتزامن الهجوم مع صدور بيان جديد عن جماعة للزرقاوي (التوحيد والجهاد) يتضمن تهديدا جديدا باغتيال اياد علاوي. وفي بغداد ايضا اغتال مسلحون بواسطة مسدس كاتم للصوت صابر كريم المدير العام بوزارة الصناعة العراقية بينما كان يغادر منزله. وكان رئىس اللجنة الاولمبية العراقية احمد السامرائي قد اكد في وقت سابق انه نجا من محاولة اغتيال استهدفته في بغداد يوم الاثنين الماضي. وقال ان قنبلة انفجرت لدى مرور سيارته وسيارة لحراسه الشخصيين في شارع حيفا مضيفا ان مسلحين اطلقوا بعد ذلك النار من اسلحة مختلفة على السيارتين. وفي شمال العراق هاجم امس مسلحون موكب محافظ الموصل اسامة يوسف كشمولة مما ادى الى مقتله واثنين من حراسه اضافة الى مقتل 4 من المهاجمين حسب وزارة الداخلية العراقية ووقع الهجوم قرب «بيجي» جنوبي الموصل. وفي منطقة «تل عفر» غربي الموصل، قتل امس جنديان امريكان وجرح آخران في حادث سير حسب الجيش الامريكي. مقاومة عنيدة وبعد التفجير الذي حدث امس عند اسوار مجمع القصور الرئاسية ببغداد الذي بات يضم سفارتي امريكا وبريطانيا ومقر الحكومة العراقية المعينة توقع النائب الجديد لقائد العمليات في جيش الاحتلال الامريكي بالعراق، الجنرال «اروين ليسيل» هجمات واسعة النطاق وخصوصا من جانب جماعة ابي مصعب الزرقاوي. واعترف الجنرال الامريكي بأن الحرب على المقاومة ابعد ما يكون عن نهايتها على الرغم مما اعتبره الامريكيون هدوءا نسبيا في الاسبوعين الاخيرين. وأشار الى ان الوضع في بعض المناطق اكثر هدوءا لكنه يزداد سخونة في مناطق اخرى. واضاف الجنرال ليسيل الذي حل محل الجنرال «مارك كميت» في مقابلة مع وكالة رويترز ان العراقيين يميلون اكثر الى تأييد مقاومة قومية مناهضة للاحتلال الا انهم لا يؤيدون ما سماه «جهادا اسلاميا» بقيادة اجانب في العراق. وتابع الجنرال الامريكي ان قوات الاحتلال تسعى الى عزل المقاتلين الاجانب الذين قدّر عددهم بالمئات عن المقاومين العراقيين الذين قال ان عددهم يتراوح بين 4 و6 آلاف رجل. واعتبر ان تقسيم المقاومة الى اجزاء يمكن ان يكون الاسلوب الأمثل لاحتوائها. وفي نظر الجنرال الامريكي فإن قوات الاحتلال وحكومة علاوي ستجدان سهولة كبيرة في التعامل مع المقاومة العراقية في حال نجحتا في التخلص مما نعته بالتهديد الاجنبي. واقر بأن عرض العفو عن المقاومين الذين قدمته السلطة العراقية المعينة لن يحل المشكلة لأن هناك عددا كبيرا من المقاومين «العنيدين» الذين لن يستسلموا. وأقر الجنرال ليسيل ايضا بأن نهاية المعركة ضد المقاومة لا تلوح في الأفق.