ينص العنوان الفرعي الوارد على الصفحة الاولى من الكتاب على أن الدراسة «قراءة في آثار تربوية ابن خلدون: فصول من المقدمة ابن عاشور: كتاب أليس الصبح بقريب؟ الحدّاد: وثيقة حركة الاصلاح في جامع الزيتونة الخضر حسين: مدونته الاصلاحية التربوية». هذه إذن هي مدوّنة البحث ولقد وضّح الباحث في التقديم الذي وضعه للكتاب أسباب اختيار هذه العيّنة بالذات إذ يقول «... نذكّر القارئ الكريم ان عملنا هذا لا يخص الأدبيات التربوية العربية الاسلامية بوجه عام وإنما الادبيات التربوية ذات المنحى الاصلاحي بوجه خاص وهو ما لا يتوفر في أعمال الذين سبقوا ابن خلدون». وبخصوص الهدف من الدراسة يقول الباحث في نفس التقديم «... إننا نهدف من وراء اختيارنا لهذه العيّنة الى سدّ ثغرة في أدبيات تاريخ التربية في بلادنا التي عادة ما تقفز من الفترة الرومانية الىروّاد التربية الحديثة في أوروبا، ثم نقد التعليم الزيتوني التقليدي، فإلى اصلاح 1958، والاصلاحات التي تليه...». استند البحث إذن على أفكار هؤلاء الاربعة ابن خلدون والطاهر بن عاشور والطاهر الحداد والخضر حسين ليحيط بجوانب الاصلاح التربوي في تونس. توزع البحث على أربعة أقسام. أفرد الباحث كل قسم منها لرائد من روّاد الاصلاح التربوي. القسم الأول الذي ورد تحت عنوان «ابن خلدون في مرايا الفكر التربوي المعاصر» تصدّرته مقدمة حول تأسيس ابن خلدون للعلوم الانسانية وتطرقت فقراته بعد ذلك الى «اشكالية الدراسة والى أهمية الموضوع والدراسات السابقة حوله والى المنهجيةواطار الدراسة النظري والى تحليل الفكر التربوي الخلدوني في اطار مفهوم المثلث الديداكتيكي والى التعليم ومدى تلاؤمه مع خصائص المتعلم النفسية في فكر ابن خلدون لينتهي القسم الاول الى ما أسماه الباحث «قطب المعرفة في فكر بن خلدون التربوي». وقدم القسم الثاني قراءة في مشروع الاصلاح التربوي للشيخ محمد الطاهر بن عاشور من خلال كتابه «أليس الصبح بقريب» فقدم في البداية الكتاب واستعرض أسباب السعي الى الاصلاح وتحدث عن عناصر تاريخية تعرض لها بن عاشور في مقدمة كتابه وعما اسماه فجر الاصلاح قاصدا بذلك تأسيس الجمعية الخلدونية ثم تعرض القسم فيما بعد الى أسباب تأخر التعليم والنظر في الاصلاح والى مسألة النظر في الاصلاح وترقية أفكار التلامذة (مشروع المقيم العام الفرنسي «ريني ميللي») لاصلاح التعليم بالجامع الاعظم ثم انتهى القسم بوصف اجمالي لحال التعليم في وقت تحرير «أليس الصبح بقريب»... وأورد القسم بعد ذلك «ملحقا من رواية الشيخ بن عاشور عن حركة المطالبة الطالبية الزيتونية بالاصلاح سنة 1910. القسم الثالث بعنوان «الحداثة التربوية في فكر الطاهر الحدّاد» قدم قراءة في وثيقة «التعليم الاسلامي وحركة الاصلاح في جامع الزيتونة تعرض فيها الباحث الى موقف الحداد من التعليم التقليدي الزيتوني وظروف التعليم وطرق التدريس والكتب والبرامج المدرسية والمواد المقررة للدراسة. أما القسم الرابع والأخير فقد اهتم بفكر الاصلاح التربوي عند الخضر حسين فاستعرض مجالات الاصلاح التربوي لدى الرجل ونقده للتعليم الديني في عهده وسبل الاصلاح.