[email protected] انقلاب ... مؤامرة ... تحالف ... انحراف ... اسقاط ... اختلاس ... بكل هذه العبارات وبغيرها استقبلتني الأخبار في شارع باب بنات هذا الأسبوع - حرب الكل ضد الكل والجميع يتهم الجميع بالفساد والتآمر ومشهد المحاماة يدمي القلوب : هياكل تبرئ نفسها من تهمة الفساد وانصار يرفعون لواء الشرعية ومناهضون ينادون بالاقالة واحيانا بالاستقالة وبيانات توزع على المحامين كأنها حملات انتخابية قبل أوانها ولسنا نعلم ان كان من الممكن للمحامي ان يمارس عمله داخل طاحونة الأخبار والأقاويل التي صار المرء أمامها عاجزا عن فرز الخبر الصحيح من المزيف وعاجزا ايضا عن معرفة من يقف وراء كل هذا فالبعض يعتبر ان منع العميد من الترفه على حساب أموال المحامين هو تصحيح للمسار والبعض الآخر يعتبره مسا بشرعية الصندوق وقداسته. كم نحتاج اليوم من وقت حتى تعود المحاماة الى مسارها الحقيقي. فقد اثقلتنا الهموم حتى نسينا واجبات التحفظ عند التعامل مع الشأن المهني. لقد طغت السياسة على المحاماة فما عادت تهمنا التقارير والمرافعات بقدر ما صارت تهمنا الانتماءات و الاتجاهات لذلك نادرا ما نجتمع على فصل قانوني ولكننا نجتمع دائما لنحبك مؤامرة او نسقط هيكلا او نهدر دما او نروج لخبر قد يصلح مطية لحملة انتخابية سابقة للأوان. عيب ان ينشر غسيلنا على الملإ فكل ما يقال اليوم من حديث عن الفساد والاطاحة والانقلاب سيء جدا لصورة المحامي الذي يجب عليه اليوم ان يتحمل مسؤوليته أمام الناس الذين لا يزالون برغم ألوف الجراح يؤمنون بدوره ويذودون عليه. وجميل جدا ان تكون لنا مواقف سياسية ورؤى وافكار ولكنه يجب دائما ان لا تغيب صفتنا عنا، فلا ينزلق لساننا نحو زلاته ونحو حديث العامة. لذلك فاني ادعو كل شيوخ المهنة الى تحمل مسؤولياتهم أمام هذا المشهد القاتم والى لملمة الجراح وايجاد حل حتى لا تتعمق الفرقة ويضيع السبيل بالمحامين وانصح ايضا كل مسؤول بهياكل المحاماة اذا ما شعر بسحب الثقة منه ان يستقيل قبل ان يقال. واعود دائما لأقول رحم الله الاستاذ عبد الرحمان الهيلة والاستاذ عمار الدخلاوي وسعيد الشابي والحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف ومحمد شقرون وكل الذين اَمنوا بمحاماة ناصعة ومتألقة بلا حسابات ولا خيانات ...