سيكون بإمكان هواة الاعلام السمعي وعشاق البرامج الاذاعية ضبط مواعيد إضافية مستقبلا بتثبيت ترددات حديثة للاستماع الى برامج جديدة ومتميزة بلون وذوق خاصين... هذا الخبر ليس إعلانا خاصا بأي الاذاعات الوطنية أو الجهوية بل هو إعلام بولادة إذاعة جهوية قيروانية من عمق أمواج الاصالة والحضارة تحمل من الأسماء «صبرة آف.آم» ومن الآمال والوعود مبتغى الكمال. الخبر أكده ل «الشروق» وبصفة حصرية مصدر جدير بالاطلاع. مؤكدا أن هذه الاذاعة الجهوية التي طال الدعاء والرجاء لنزولها كأنها حلم بعيد، هي اليوم قاب قوسين أو أدنى من التحقق وهي إنجاز رئاسي ومكسب إعلامي جديد ليس للقيروان فحسب بل يضاف الى تونس قاطبة. وأكدت مصادرنا الموثوق بصحتها أن بعث إذاعة جهوية بالقيروان أصبح محسوما منتصف السنة القادمة وأن الانجاز في طور دراسة الملف وتعيين مجلس الادارة بل تم توفير التجهيزات التقنية المطلوبة. 300 مليون و30 إطارا وتبلغ التكلفة الاولية لبعث إذاعة «صبرة آف.آم» 300 ألف دينار وقد تم تعيين مقرها الوقتي بشارع أبي زمعة البلوي في انتظار تشييد مقر رسمي لها. وسينتدب لرئاسة مجلس الادارة أحد الاخصائيين في ميدان السمعيات البصرية من أبناء الجهة وهو أحد المخرجين السينمائيين. وسيتم انتداب 15 إطارا تقنيا قارا من أصحاب الشهائد العليا بالقيروان للعمل كفريق تقني علاوة على «انتداب» 15 منشطا إذاعيا من بين الاطارات التنشيطية التي تعج بها القيروان وسيكون الفيصل بينهم أفكار المشاريع والبرامج المقترحة إعدادا وتقديما. وأكد ذات المصدر أنه من المنتظر أن يتم إعلان انطلاق عمل الاذاعة الجهوية القيروانية خلال شهر مارس من العام المقبل بإشراف شخصية وطنية رفيعة المستوى. هذا المولود الاعلامي الذي ينضاف الى قائمة وسائل الاعلام المتوفرة بالجهة (3 مواقع إلكترونية ونشريات ومجلات) هو إنجاز رائد دون أدنى شك. مولود طال مخاضه بعد أن علق برحم نسمات الانجازات التي طافت الشمال (إذاعة الكاف) والجنوب (إذاعة تطاوين) والساحل (جوهرة آف.آم) عبر الاثير قبل أن تلفح ثرى القيروان الاصيل. «ضابط إيقاع» هذا الانجاز الاعلامي المحمود لعله احدى ثمرات تظاهرة القيروان عاصمة الثقافة الاسلامية احدى هدايا الرئيس بن علي للقيروان اعتبارا لمكانتها الحضارية وإسهاماتها الثقافية والعلمية على مر العصور. بل لعلها ثمرة إحدى بذور البرنامج الانتخابي لرئيس الدولة وتأكيد إيمانه الراسخ بدور الاعلام في التنمية ومكانته في فكر التغيير وثقافته. «صبرة آف.آم» إذن هي أحد الانجازات الناطقة في القيروان. غير أن المطلوب من أبناء الجهة هو حسن رعاية هذا المولود وتقبله قبولا حسنا وإنباته نباتا حسنا من أجل مصلحة التنمية بالجهة والمصلحة الوطنية عامة ولعل ذلك يقتضي محرارا دقيقا و«ضابط إيقاع» من قبل مجلس الادارة المرتقب في قياس هذه المصلحة عند الانتدابات. أي أن تكون بمنأى عن المد والجزر والذبذبات الضيقة... لأن الأثير في سماء القيروان رحب وكذا ثرى عاصمة الاغالبة.