عندما تم تكليف خالد بن ساسي بالمقاليد الفنية للنجم الساحلي في مرحلة تعد دقيقة ومصيرية في حياة الفريق فإن ذلك لم يكن الا ثقة من أهل القرار في قدرته على الاضطلاع بمهمة التدارك على أحسن وجه رغم شكوك البعض باعتبار وأن بن ساسي لم يدرب فرقا «كبيرة» واقتصرت تجاربه على فرق لا تلعب من أجل التتويج. خالد بن ساسي أثبت منذ شروعه في تدريب النجم استيعابه لحجم المهمة الملقاة على عاتقه وقدرته في التفاعل مع كل مكونات عمله ومحيطه رغم البداية المتعثرة. «الشروق» استضافت المدرب الجديد للنجم في حديث تمحور حول واقع فريقه وطموحاته وبعض التفاصيل المؤثرة على مسيرة النجم وبعض لاعبيه ومتطلبات المرحلة المقبلة فكان الحوار التالي: غادرت النجم كمدرب مساعد... وها أنك بعد بضعة مواسم عدت كمشرف أول على الدواليب الفنية. فماذا تغيّر يا ترى؟ لم يتغير الشيء الكثير سوى أني اكتسبت مزيدا من الخبرة والتجربة والتمرس... فخالد بن ساسي هو في بيته ومع عائلته مجددا في موضع آخر لا يختلف كثيرا، وعلى كل سعادتي كبيرة بهذه العودة لأن خالد ابن النجم وسيظل وفيا له وفرصة تعني لي الكثير. ماذا تعني على وجه التحديد؟ تعني في المقام الاول ثقة «كبارات» الجمعية والمسؤول الأول عن فرع كرة القدم الدكتور حامد كمون واللاعبين القدامى والجمهور وعدة أطراف أخرى فاعلة باركت هذا الاختيار الذي هو في حد ذاته مسؤولية جسيمة آمل أن أكون أهلا لها. ثقتي لا حدود لها في اللاعبين وبقية أعضاء الاطار الفني والمرافقين وكل ما نحتاجه جميعا وقوف الاحباء الى جانبنا حتى نحقق ما من شأنه ان يستجيب لطموحاتهم. لكن وجودك في الجم لم يخل من معارضة البعض؟ مثلما أشرت آنفا لقد تحصلت على تأييد تام من أهل القرار الذين وضعوا ثقتهم في شخصي وإن كان هناك معارضون عن حسن نية لهذا الاختيار فإن النتائج هي الفيصل وعما قريب سأثبت لهم وسأبرهن للمشككين أن خالد بن ساسي من فئة المدربين القادرين على كسب التحدي فعلا لا قولا رغم حجم المهمة وأسّفه مقولة أن بن ساسي أصغر من النجم. لقد أخذت القطار وهو يسير، ألا تعتبر ذلك مجازفة خصوصا وأن الفريق تحيط به أجواء متوترة؟ تدريب النجم شرف كبير لأي مدرب مهما كان حجمه فما بالك حين يقع اسناد هذه المهمة الى ابن من ابناء الجمعية. إذا فكر كبار النجم في شخصي فهذا يعني أنني أقرب شخص لمسايرة الوضع الراهن باعتبار أني أعرف أدق الجزئيات وبالتالي نكون قد تغلبنا على الوقت في معالجة الأمور. أعتقد أن ما أقدمت عليه ليس مجازفة ومن لا يقدر على ذلك يترك مكانه لغيره. ما هي نقائص الفريق وهل بالامكان معالجتها حتى ينعش آماله في البطولة بعد خروجه المبكر من الكأس؟ النقائص موجودة على المستويين البدني والفني وقد انطلقنا في معالجتها وسنكثف من مجهوداتنا لوضع الفريق في المسار الصحيح. وطيلة الأيام الماضية ركزنا على تمركز اللاعبين والضغط على المنافس بأسلوب مدروس ومسألة حبك الهجومات وترسيخ الأداء الجماعي من خلال اللمسسة الواحدة وكيفية استثمار الكرات الثابتة وغيرها من الجوانب التي تتطلب المعالجة مع الوقت ومع ذلك فلا يمكن لنا أن ننسى أن الفريق اسمه النجم الساحلي وفي كل الحالات يبقى رقما مهما في سباق البطولة. لكن ماذا تقول عن تأخر فريقك بثماني نقاط عن صاحب الطليعة؟ وهل انتهى أمر البطولة بالنسبة للنجم مثلما يردد البعض؟ انطلاقا من قمة هذا الاحد أمام النادي الافريقي ليس للنجم الحق في أي تعثر... صحيح أن الفارق يعتبر مرتفعا نسبيا لكن لا ننسى أننا مازلنا في الجولة التاسعة ذهاب.ولعلمكم أن النجم تجاوز الترجي ذات موسم مع المدرب كازوني بسبع نقاط كاملة في مرحلة الذهاب الا أن فريق باب سويقة تدارك في نهاية الامر وفاز باللقب بفارق 7 نقاط عن النجم... ما أعنيه هو أن مشوار البطولة مازال طويلا والسباق سيشهد عدة تقلبات ليبقى النجم معنيا باللقب ونحن متمسكون به. هذا يحملكم مسؤولية مضاعفة؟ المسؤولية كبيرة حتى لو كان الفارق الذي يفصلنا عن الترجي أقل من ذلك بكثير وبعيدا عن اطلاق الوعود الرنانة بامكان النجم تقليص الفارق واللحاق بصاحب الطليعة شريطة الانكباب على العمل وهو ما نحن بصدد القيام به. أعرف جيدا حقيقة هذا الوضع وأعي ماذا تعني الالقاب بالنسبة لكامل محيط الجمعية، ولا تنسوا أني ابن النجم وعرفت معه أبهى التتويجات والانتصارات، لذلك أنا عازم مع المجموعة على التدارك في قادم المواعيد. ما هي الأهداف التي اتفقت فيها مع المسؤولين؟ دون شك إعادة الروح للفريق وضخ الحماس واعادة نكهة اللعب للاعبين وغرس حب الانتصار في المجموعة على غرار ما يمتاز به كل من عمار الجمل وأيمن عبد النور وأحمد العكايشي... وقد طلب المسؤولون ان يصبح للفريق صانع لعب خاص وهذا أمر بديهي لفريق كبير يجب أن ينحت لنفسه شخصية فوق الميدان لكني كمدرب طموح أتجاوز هذا المطلب لأسعى الى تحقيق النتائج لأنها ثمرة العمل. وإذا كان مسؤولو النجم يفكرون أكثر في مستقبل الفريق فأنا أفكر أيضا في الجمهور العريض لهذا الفريق والذي يبحث عن مجموعة قادرة على اسعاده. كيف تحكم على المجموعة الحالية؟ الفريق يتكون في أغلبه من لاعبين شبان يملك أغلبهم امكانات فنية لا يستهان بها، لكن النقائص موجودة وهي راجعة بالأساس لصغر سن هؤلاء اللاعبين ونقص الخبرة لدى عدد هام منهم... هناك أيضا بعض الهشاشة النفسانية وفقدان للثقة وهذا ينعكس بالضرورة على المردود العام من ذلك أن الانسجام والأداء الجماعي غير متوفر بالشكل الكافي... بالطبع هذه الأمور لا تبنى في أسبوعين أو ثلاثة بل تحتاج لبعض الوقت وأعتقد أننا سننجح في تجاوز هذه النقائص واعادة بناء الفريق على أسس صلبة. وهل أن الرصيد البشري الذي بحوزتك يجعل انجاز البرامج التي خططتم لها ممكنا؟ ما أؤكّده أن كل لاعب يستحق مكانا في الفريق لا أتردد في التعويل على خدماته في التشكيلة الاساسية وسوف لن أتغافل عن أي عنصر يمهد النجاح للفريق أما بخصوص الرصيد البشري المتوفر فستقع غربلته في المستقبل القريب حتى يصبح للنجم مجموعة قادرة على تنفيذ كل ما خططنا له خلال المرحلة المقبلة. هل حان الوقت للتفكير في ما بعد سيدات بوكاري وايميكا أوبارا وجيلسون سيلفا وعفوان الغربي ومهدي بن ضيف ا& وسهيل بن راضية وغيرهم؟ الأسماء التي ذكرتها «كبيرة» حتى وإن مرت بفترة فراغ ولا يمكن في أي حال من الأحوال ان يستغني النجم عن خدماتهم فنحن في حاجة ماسة لمثل هذه الأسماء التي لابد لنا من أن نوفر لها الظروف الملائمة لأنه مازال في جرابها الكثير والكثير. وماذا عن الانتدابات المطلوبة خلال «ميركاتو» الشتاء وهل اقترحت بعض الاسماء؟ تحدثت في هذا الموضوع مع المسؤولين وأكيد أن النجم سيدعم صفوفه خلال شهر ديسمبر القادم ببعض الانتدابات الموجهة في مراكز معينة مع التأكيد على ضرورة استعادة المهاجم الزمبي «تامبو فايو» الذي يتوفر على خصال من شأنها ان تفيد الفريق شريطة احكام اندماجه من جديد صلب المجموعة. لا حديث هذه الأيام الا عن قمة الجولة العاشرة أمام النادي الافريقي؟ أظن أن هذه المباراة جاءت في وقت وجيز نسبيا من تسلم مهامي على رأس النجم. لكن المتأكد منه أن الفريق سيقدم مباراة كبيرة بعد أن لاحظت رغبة اللاعبين في التصالح مع الجمهور خصوصا وأن نكهة اللعب عادت الى جلهم وبدأ المردود يتطور تدريجيا بعد أن تجاوزنا أزمة الشك وحتى موعد الأحد سيكون الفريق جاهزا بنسبة مائوية كبيرة لاجتياز هذه العقبة بسلام وتجديد العهد مع الانتصارات. صراحة ألا تخشى رد فعل الاحباء عند الهزيمة؟ ما لاحظته في جمهور النجم منذ قدومي مساندته المطلقة لي وأتمنى أن يبقى هكذا دائما، لأن الجمهور يمكن أن يكون اللاعب رقم 12 ويمكن ان يكون أيضا منافسا آخر غير منافس الميدان. وما أطلبه من أحباء النجم هو الصبر وعدم الحكم بصفة اعبتاطية لأن الفريق قادر على الاقلاع ووضع حد لنزيف النقاط بعدما عادت نكهة اللعب الى اللاعبين وما على الجمهور الا المساندة وأنا متفائل خيرا بمستقبل الفريق. بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ أتمنى أن أحقق ما رسمته من طموحات وأنا أنتظر ردّة فعل ايجابية من اللاعبين الحاليين قبل تدعيم المجموعة ببعض الانتدابات المرتقبة حتىيستعيد النجم سالف هيبته وقوته، لكن ما أنا متأكد منه هو أن الفريق سيظهر هذا الاحد ضد النادي الافريقي خصوصا بعدما عادت الثقة للاعبين وتعلقهم بحب البذل والعطاء. وانطلاقا من الجولة العاشرة سيلعب النجم من أجل الانتصار وأتمنى أن يوفقنا ا& في كل أهدافنا.