زعم سائق سيارة أجرة أنه صدم في القلعة الكبرى عرضيا فتاة لا يعرفها لكن تطورات مثيرة تلت وفاتها فقد انتهى اعوان شرطة المرور في ابحاثهم الى تعارض رواية السائق مع المنطق والواقع. ولهذا تراجع أمس أمام قاضي التحقيق وأكد انه يعرف الهالكة وانه دفعها قصديا من سيارته. لكن الجدير بالملاحظة أن روايته الأخيرة تتعارض مع ما انتهى اليه تقرير الطبيب الشرعي. وكان سائق سيّارة تاكسي جماعي تقدم قبل أيام الى مركز شرطة المرور بالقلعة الكبرى مفيدا بأنه صدم فتاة لا يعرفها وأنه نقلها بنفسه الى مستشفى سهلول لتلقي العلاج. تحول اعوان المرور الى المستشفى المذكور حيث وجدوا الفتاة في حالة غيبوبة تامة مما جعل استنطاقها أمرا مستحيلا، وبعد 3 أيام تلقى أعوان المرور مكالمة هاتفية من المستشفى تفيد وفاة المصابة فتم استدعاء السائق لمواصلة الاجراءات القانونية معه وبحثه حول ملابسات الحادث. وقد انتبه أعوان مصلحة المرور بسوسة، الى تضارب في تصريحاته فوقع الاحتفاظ به طبقا للقوانين المعمول بها وانصرفوا للبحث في ملابسات الحادث حتى اكتشفوا عدم وجود اي اَثار على سيارة التاكسي موضوع الحادث وعدم وجود شهود عيان في الشارع الذي صرح السائق بانه ارتكب فيه الحادث رغم أن هذا الشارع معروف بالحركية الدائمة وتتواجه به العديد من المحلات التجارية والمقاهي وبالتالي لم يشاهد أحد الحادث المبلغ عنه، رغم انه حصل حسب ذكر السائق المشبوه فيه عشية أحد الأيام القليلة الماضية، وفي واضحة النهار. واصل اعوان المرور ابحاثهم حتى اكتشفوا ان المشبوه فيه كان يعرف الهالكة معرفة جيدة وانها رفعت قضية عدلية سنة 2007 ضده تتهمه خلالها بمحاولة الاعتداء عليها ولا تزال هذه القضية جارية الى الآن عندها استراب اعوان المرور في أمر السائق وتصريحاته فتمت احالته على قاضي التحقيق رفقة تقرير يفيد ما توصلت اليه ابحاثهم. وبمثوله أمس أمام قاضي التحقيق انهار واعترف بانه دفع الهالكة خارج سيارته ثم قام بنقلها الى مستشفى سهلول لتلقي العلاج الا ان الموت كان في انتظارها، وحتى يبرئ نفسه أمام اعوان المرور اختلق رواية الحادث. وكان تقرير الطبيب الشرعي أفاد بأن الهالكة توفيت على اثر اصابة حادة في رأسها، وأن جسمها لا يحمل أي اَثار أو خدوش تدل على سقوطها من السيارة أو تعرضها الى حادث مرور. مما يتعارض (مبدئيا) مع رواية المظنون فيه الأخيرة في انتظار ما ستظهر التحقيقات لاحقا.