ادعى شخص أن سيارة اجرة صدمت سيارته بالطريق العام وحين التحق بها لاجبار سائقها على اجراء المعاينة الموطنية عمد هذا الاخير الى صدمه ملحقا به أضرارا بدنية لكن بعد فترة زمنية تمكن من معرفة هوية السيارة وتقدم بشكاية انتهت بإحالة سائق سيارة الاجرة على أنظار احدى الدوائر الجنائية المختصة بعد أن وجهت اليه تهمة قتل نفس بشرية عمدا. حدث هذا خلال شهر ماي من السنة المنقضية بجهة سيدي حسين غرب العاصمة. وحسب ما جاء في الابحاث التي شملتها أوراق القضية أنه حصل حادث مرور بين سيارة أجرة ومترجل بالطريق الرابطة بين جهتي سيدي حسين وحي الزهور أنجر عنه اصابة هذا الاخير بأضرار بدنية وأكد المصاب الذي تلقى الاسعافات الاولية داخل سيارة اسعاف الحماية المدنية قبل نقله الى مستشفى القصاب أنه كان على متن سيارته مارا بأحد الانهج حين اصطدمت به سيارة أجرة وواصل سائقها سيره دون أن يتوقف قصد اجراء المعاينة الودية فالتحق به الى أن أدركه بالطريق العام وقام بمجاوزته لمنعه من مواصلة السير ومن ثم ترجل من سيارته الا أن سائق سيارة الاجرة وبعد أن توقف لمدة من الزمن لاذ مجددا بالفرار على متنها كما قام بصدمه ملحقا به أضرارا بدنية لكن الشاكي لم يتمكن من التعرف على السيارة في تاريخ الواقعة الا أنه وبعد أربعة أشهر شاهد السائق والتاكسي فلحق بهما من جديد، لكن السائق لاذ بالفرار هذه المرة أيضا الا أنه تمكن من تدوين رقمها المنجمي. أبحاث وأعاد الشاكي تصريحاته الاولى التي سبق وسجلت عليه لدى الفرقة الخامسة لحوادث المرور أثناء سماعه من طرف احد المراكز الأمنية طالبا تتبع المظنون فيه عدليا وبإجراء الابحاث الاولية تم التعرف الى هوية سائق السيارة وهو شيخ في العقد السابع من العمر وبسماعه أنكر كل ما اتهم به ونفى عن نفسه ارتكاب هذا الحادث كما نفى أن يكون صدم الشاكي بواسطة سيارته مؤكدا أنه يشتغل بهذا القطاع منذ أكثر من 3 عقود وأنه ارتكب حادثين فقط مسجلين لدى دفاتر فرق المرور كما أن جميع وثائقه سليمة وسارية المفعول معتبرا نفسه واعيا بمدى خطورة الفرار اثر ارتكاب حادث مرور. انكار وأضاف سائق سيارة الاجرة الشيخ أنه يعمل بمفرده على متن هذه السيارة كما أنها رزقه الوحيد وبالتالي فهو لا يعيرها لأي كان. تقرير الاختبار وبعرض سيارة الاجرة على الاختبار الفني بواسطة أحد الخبراء أكد هذا الاخير وجود تطابق بين الاضرار التي تحملها سيارة الاجرة على مستوى جنبها الأيمن الخلفي والأضرار التي تحملها سيارة الشاكي على مستوى بابها الايسر وأنه يمكن أن يكون هناك علاقة سببية بين الضررين وصادق الشاكي على الاختبار معتبرا نفسه متأكدا من أن تلك السيارة وسائقها هما من صدماه الا أن المشتكى به عارض ما انتهى اليه الخبير خاصة وأنه قام بدهن سيارته على مستوى المكان المذكور في اطار أعمال صيانة عادية يقوم بها قبل عرض سيارته على الفحص الفني. مكافحة وباجراء مكافحة قانونية بين الشاكي والمشتكى به تمسك كل منهما بتصريحاته المسجلة عليه، وقد أدلى الشاكي بشهادة طبية تجيزه راحة اجبارية مدتها 90 يوما بعد معاينة الاضرار اللاحقة به والمتمثلة أساسا في ارتجاج بالدماغ نجم عنه فقدان للوعي وكسر على مستوى رجله اليسرى. ادانة وانتهت الابحاث الى أنه اثر حصول احتكاك بين سيارتين نتج عنه أضرار مادية للوسيلتين توقف سائق السيارة قصد اجراء المعاينة الودية لكن سائق سيارة الاجرة لاذ بالفرار فألتحق به الشاكي وترجل من سيارته لاجبار هذا الاخير على التوقف الا أنه عمد الى صدمه ولاذ مجددا بالفرار بعد أن تركه ملقى بالطريق العام الى حين قدوم سيارة اسعاف مما يؤكد انصراف نيته الى قتل الشاكي ويشكل في شأنه كافة أركان جريمة محاولة قتل نفس بشرية عمدا عملا بأحكام الفصل 59 و205 من المجلة الجزائية. وتأيدت التهمة بتصريحات الشاكي خلال كافة مراحل البحث وتعرفه على المظنون فيه وعلى السيارة الصادمة وكذلك الشهادة الطبية المضافة للملف وما تضمنه الاختبار المأذون به واحالته بحالة سراح وهي الحالة التي هو عليها على أنظار الدائرة الجنائية بمحكمة ابتدائية تونس بتونس.