يتحوّل شراء «علوش» العيد هذه الايام الى ما يشبه المغامرة بالنسبة لكثير من التونسيين باعتبار أن الامر يتطلّب حدا أدنى من المعرفة ببعض الخصائص الضرورية الواجب توفّرها في العلوش تجنّبا لما قد يحصل من غش. ويعمد بعض المربّين وخاصة «القشارة» وسماسرة العيد هذه الايام الى عرض أضاح للبيع في الأسواق والبطاحي دون أن تتوفر فيها مقومات الصحة ودون أن يعكس شكلها أو حجمها قيمتها الحقيقية فضلا عن سعيهم الى اخفاء بعض العيوب فيها بالحيلة... ويجد كثيرون صعوبة أحيانا في التمييز بين «العلوش» الجيّد وغير الجيّد وكذلك في معرفة إن كان سعره يعكس حقيقة حجمه وقيمته... لذلك يلجؤ كثيرون الى الشراء بواسطة الميزان لأن سعر الكغ محدد وبذلك لا تحصل مغالطة وحتى إن حصلت تكون ذات وقع خفيف... في صورة اختيار شراء العلوش بطريقة مباشرة من السوق ودون الاعتماد على طريقة الميزان، يلجؤ البعض الى الاختيار بناء على الشكل الخارجي للعلّوش وبذلك يقدّرون قيمته وثمنه... لكن هذه الطريقة ليست مجدية دائما وقد توقع في الخطإ حسب السيد عبد المجيد بن ڤياس (بيطري وخبير فلاحي) لأن الشكل الخارجي لا يعكس ما بداخل العلوش. فأحيانا يكون الصوف كثيفا وسميكا أو تكون إليته (الليّة) كبيرة ومكتنزة لكن ذلك قد يحجب هزال العلوش وعدم احتوائه قدرا معقولا من اللحم. وحسب السيد بن ڤياس فإن أفضل طريقة متعارف عليها هي جسّ العلوش من فوق على مستوى الظهر وتحديدا في الجزء الواقع بين الحوض (أو ما يعرف بالمخروڤة) وبين الظلع الاخير... فإذا لم يتم اكتشاف وجود عضلات لحم في ذلك المكان (أي حول العظام) فذلك يعني أن العلوش هزيل نوعا ما ولا يحتوي كميات معقولة من اللحم وعند ملامسة كتلة لحم متماسكة (عضلة) فإن العلوش في هذه الحالة جيّد. غير أن هذه الطريقة ليست في متناول أي كان لأنه يجب القيام بها بشكل دقيق. عربي و«غربي» مبدئيا لا توجد فوارق كبرى في القيمة الغذائية للنوعين المعروفين من العلوش في بلادنا (الغربي والعربي)، غير أن الفوارق بينهما تكمن بالنسبة للبعض في المذاق والنكهة. أما أهم فارق فهو المتعلق بمكان تواجد الشحوم... فإذا كان النوع «العربي» يكتنز الشحوم الزائدة في الإلية وفوق اللحم، فإن الغربي يكتنز هذه الشحوم على مستوى البطن والأمعاء وكذلك داخل اللحم لكن هذا الأخير لا يظهر بالعين المجرّدة ويكون اللحم بسببه طريّا ومرنا عند أكله وهو ما يلاحظه كثيرون عند اختيار «العلوش» الغربي، وعلى العموم فإن الشحوم الحيوانية لها بعض المضار الغذائية خاصة بالنسبة لمرضى ضغط الدم والكوليسترول ومن الأفضل أن يبتعدوا عنها حسب السيد بن ڤياس. سيلان وإسهال ينصح الخبير الفلاحي عبد المجيد بن ڤياس بضرورة التثبت قبل شراء «العلوش» من الجوانب الصحيّة. فمثلا، سيلان أنف العلوش قد يوحي بمعاناته من أحد الأمراض وكذلك علامات الاسهال التي قد تبدو على مستوى المؤخرة إضافة الى ما قد يحتويه جلده سواء تحت الصوف أو من جهة الوجه والرقبة والسيقان من بثور وحبوب غريبة. وفي هذه الحالات يجب تجنّب الشراء تماما مثل تجنب الشراء عند ملاحظة العيوب الاخرى التي قد تجعل من العلوش غير قابل أن يكون أضحية وفق تعاليم الدين الاسلامي. كما ينصح المتحدث بضرورة التثبت جيدا من جنس العلوش (ذكر أو أنثى) لأن كثيرين يقعون في الخطإ رغم أن عملية التمييز سهلة وبسيطة. الماء لزيادة الوزن من بين أساليب الغش المعروفةبمناسبة بيع «علوش» العيد بالميزان، توجد طريقة تغذية العلوش بمادة شديدة الملوحة لدفعه الى شرب كمية كبيرة من الماء مباشرة قبل عملية البيع... فأحيانا يشرب «العلوش» 4 أو 5 لترات اضافية من الماء اضافة الى ما سيأكله من أعلاف،وبذلك يزيد وزنه ويدفع الشاري مبلغا اضافيا مقابل لترات الماء أو كلغرامات الخبز او العجين التي أكلها «العلوش». لذلك لابد من الانتباه في هذه الحالة، ويكفي حسب المتحدث عند وجود شك (انتفاخ غير عادي في البطن) مسك بطن العلوش بكلتا اليدين وتقريب الأذن منه ثم تحريكه فإذا صدر صوت شبيه بصوت تحرّك المياه داخل وعاء، فإنه يجب الانتباه في هذه الحالة وتجنب الشراء. بعد الشراء بعد شراء «علوش» العيد، يلجؤ كثيرون الى تقديم أعلاف مختلفة له معتقدين أنها ستساعد على مزيد تسمينه... ويرى السيد عبد المجيد بن ڤياس أن أعلاف الثلاثة أو الأربعة أيام الأخيرة لا تكون لها أية فوائد على مستوى التسمين ومن الأفضل عدم تقديم كميات كبيرة من العلف لأن ذلك قد ينعكس سلبا على العلوش ويصيبه بالتخمة التي قد تؤدي الى الموت... كما أن تقديم الخبز والعجين له يؤثر على مذاق اللحم. وعموما فإنه من الأفضل عدم تقديم أي نوع من العلف في اليوم السابق للعيد وكذلك صباح العيد حتى تكون المعدة والأمعاء نظيفة عند ذبحه وسلخه اضافة الى أن ذلك يساعد على حفظ اللحم في الثلاجة في ظروف صحيّة أفضل. ومن الضروري حسب المتحدث التثبت جيدا بعد الذبح من السلامة الصحية للحم وللأعضاء الداخلية.