تفصلنا أيام فقط عن موعد عيد الاضحى، حيث تتسارع عقارب الساعة داخل البيوت التونسية لاقتناء علوش العيد... مهما ارتفع او رخص ثمنه لاعتبارات كثيرة يرى البعض انها اعتبارات دينية للأضحية وآخرون مجبرون تحت طائلة إلحاح الصغار على عملية الشراء لكن وككل موسم يكثر الحديث عن الأسعار وعن نقاط البيع وعن «الرحب» التي تعرض العلوش «السارح» (اي الذي تغذى من الحشائش مباشرة) وكذلك عن نقاط بيع العلوش ذي السعر القار بالكلغ والذي دخل بدوره في ثقافة الفضاءات التجارية الكبرى لكن ماهي اساليب الغش في العلوش؟ وكيف يمكن للمواطن العادي ان يكتشفها دون الحاجة الى الالتجاء الى فلاّح او الى شخص ذي خبرة لاقتناء علوش صالح للأكل والأضحية وكذلك للثمن الذي دفع فيه. أغلب التونسيين المتجولين اليوم عبر البطاحي حيث يتم عرض العلوش بأنواعه الغربي والعربي والشركي والبركوس، يرون ان عملية الشراء ذاتها تشبه المغامرة إلا انها مغامرة من نوع خاص تتطلب خبرة محددة ومنحصرة في معلومات مفيدة لتجنب الغش الذي يحصل عادة خلال هذه الفترة حيث ذروة النشاط التجاري لبيع وشراء العلوش. «علوش» بالماء من بين الاساليب المعتمدة اليوم في الغش لبيع العلوش على غير صفاته الحقيقية حسب ما أورده بعض المربين الذين خيّروا بيع بضاعتهم بأسعار غالية لكنها مطابقة للمواصفات التي تساوي الثمن هو بيع العلوش بالماء وهي من أكثر الطرق المعمول بها اليوم لإضافات كيلوغرامات عديدة للعلوش وبالتالي زيادة وزنه دون زيادة اللحم الذي يحتويه وذلك باعتماد خلط العلف بالملح وبذلك يجبرون العلوش على شرب كميات كبيرة جدا من الماء تزيد في وزنه وحجمه حين يكون معروضا للبيع سواء بالجملة او بالكيلوغرام، هذا دون اعتبار عملية تسمين العلوش من خلال عملية تجويعه ومن ثم اجباره على أكل الخبز «المنفّخ» بالماء بغية امتلاء بطنه وهي الطريقة المعتمدة لزيادة الوزن اضافة الى عدم جزّ الصوف طيلة العام حتى يصبح الصوف ملتويا وبالتالي يزيد في وزن العلوش. غذاء الدجاج بعض المرّبين يعمدون ايضا الى تغذية قطيعهم بغذاء الدجاج الذي يحتوي على الهرمونات المخصصة للتسمين وهذه النوعية من الهرمونات تزيد في حجم الخروف فيبدو للشاري انه كبير الحجم ويحتوي على اللحم والحال انه مسمّن ليس إلا. ومن بين الطرق التي يعتمدها البعض للتحكم في تكلفة العلف فإنهم يلجؤون الى إطعام القطيع من الخبز الشايح وهو الذي يجعل من اللحم المستخلص من العلوش خاليا من النكهة. هكذا نتجنب الغش كيف يتجنب المواطن العادي الغش في العلوش سواء كانت عملية شرائه بالميزان أو من احدى «البطاحي» بحسب ما أكده المختصّون في هذا المجال من المربين. إذا كانت عملية الشراء ستتم من خلال الميزان أي اقتناء العلوش بعد وزنه. فيجب حينها على الشاري التأكد جيّدا أن العلوش ليس ممتلأ ماء. وذلك من خلال معاينة بطنه أي مسكها (بطن العلوش) بكلتا اليدين ومن ثم تحريكها لسماع إن كانت تصدر أصواتا فإذا ما استمع الشاري الى صوت تحرك المياه داخل جوف وبطن العلوش فعليه الانتباه وعدم القيام بعملية الشراء، لأنه سيكون اقتنى كليوغرامات اضافية ودفع ثمنها وهي في حقيقة الأمر مجرد مياه ليس إلاّ يقع اجبار العلوش على شربها فقط. الشراء من البطاحي أما إذا كانت عملية الشراء ستتم من احدى «البطاحي» أو نقاط البيع (الرحبة) فإن نفس عملية الوقاية الأولى يقع تطبيقها حين يقع التأكد أولا من أن ذلك الخروف لم يقع اجباره على شرب الكثير من الماء. ومن ثمّ يقع فحص العلوش لمعرفة ما إذا كان سعره المعروض به للبيع يوازي فعلا ميزانه وذلك من خلال جسّ العلوش على مستوى الظهر وتحديدا على مستوى المخروقة (بين الحوض والظلع الأخير من العمود الفقري) حيث يمكن فعلا معرفة إذا كان العلوش هزيلا أم لا. فلو بين وجود عظام فقط (من خلال عملية اللمس)، فإن الخروف هزيل أمّا إذا تم جسّ العضلات محيطة بالعظام فذاك يعني أن العلوش جيّد. التأكد من المصدر عملية التأكد من المصدر مهمة جدّا فبعض المربين مثلا يعمدون الى اجبار الماشية على الأكل من مصبات الفضلات ممّا ينجر عنها أمراض خفية وأخرى ظاهرة على الجسم الخارجي للعلوش. لذا وجب على الشاري عند عملية الشراء فحص العلوش جيّدا للبحث عن أي جسم غريب مثلا حبوب حول الأنف أو خلف الأذنين أو حتى تحت الصوف إذ أن عملية الفحص الخارجي للعلوش مهمّة جدّا خاصة إذا كان العلوش مثلا مصابا بسيلان أنف أو تبدو عليه علامات الاسهال فهو إذا غير صالح للشراء.