اعتبرت صحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية أن التظاهرات العنيفة التي شهدتها مدينة القدس مؤخرا إضافة الى التجاذبات السياسية الفلسطينية الاخيرة، هي مؤشر على اقتراب انتفاضة فلسطينية ثالثة. وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه من الواضح أن المجتمع الفلسطيني بدأت قيادته بوضع الاسس التي ستقوم عليها الانتفاضة «أقله من ناحية الرأي العام»، مضيفة أن التوترات السياسية واحتدام الصراع بين حركتي «فتح» و«حماس» زاد احتمال الاقدام على مثل هذا التحرك. تداعيات وانعكاسات وأشارت الصحيفة الى أن الانتخابات المرتقبة مسألة «معقدة لها تداعيات كثيرة لاسيما إن كان عباس لن يترشح فعلا، لكن في جميع الاحوال لن تساعد اللغة الانتخابية على استئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين... بل ستساهم أيضا في تجديد النضال ضد اسرائيل» حسب التقرير. واعتبرت أن هذا التطور «المفاجئ الذي قد ينذر بقدوم أجل السلطة الفلسطينية، سيفسح المجال أمام انتفاضة جديدة»، في ظل الوضع السياسي الراهن بما في ذلك الانتخابات واستقالة عباس. وأكدت «جيروزاليم بوست» أنه من المهم تذكّر أسباب الانتفاضة السابقة التي تمثلت حسب رأيها في اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقالت إن أهدافها كانت الحث على إجراء إصلاحات على الساحة السياسية الفلسطينية وإجبار الجانب الاسرائيلي بقبول الجلوس الى طاولة المفاوضات. صراع داخلي بالاساس ومن جهة أخرى اعتبرت الصحيفة أن الجهود التي بذلها الرئيس الامريكي باراك أوباما لتجديد مفاوضات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وما حققه «هذا الوجه الجديد في البيت الابيض» من «إنجازات مهمة» تحول دون قيام الفلسطينيين بانتفاضة ثالثة. ولاحظت الصحيفة أنه وبفضل أوباما قبلت اسرائيل ولأول مرة بتجميد بناء منازل جديدة في غوش عتصيون ومعاليه أدوميم، كما التقى نتنياهو برئيس السلطة الفلسطينية علنا في سبتمبر الماضي بفضل الرئيس الامريكي حسب قولها. وأضافت «جيروزاليم بوست» أن الازمة الفلسطينية تأججت بسبب الخلافات الداخلية «التي أربكت الساحة السياسية الفلسطينية» فيما قالت «إن العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية ليست العامل الوحيد المساهم في حالة التصعيد الراهنة» على حد تعبيرها. وخلصت الى القول بأن التوتر بين حركتي «فتح» و«حماس» هو سبب المعاناة الفسطينية التي «لا تتعلق البتة بعملية السلام».