يقرّ أهل المهنة بأن هناك صعوبات كثيرة أمام التبادل المغاربي والعربي الفلاحي من ذلك المعاليم الجمركية المجحفة وضعف سبل التبادل الخبراتي والعلمي رغم الحاجة الملحة اليوم للتكتّل المغاربي والاقليمي لمواجهة تحديات كبيرة أهمها تحقيق الأمن الغذائي العربي والمغاربي الذي يستوجب تحرّك المنظمات والحكومات في آن واحد. «الشروق» طرحت ملف العلاقات المغاربية العربية في مجال التبادل الفلاحي على هامش الصالون الدولي للفلاحة. وقال السيد منصور حسن طبيقة الأمين العام لاتحاد الفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب نتوجه أولا بالتحية للقيادة في تونس الحبيبة بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين للسابع من نوفمبر الذي أصبح عيد كلّ العرب. وأتوجه لقيادة العمل الزراعي واتحاد الفلاحين في تونس بأحر التهاني بمناسبة إعادة ترشيح الرئيس في الفترة الجديدة كما نهنئ أنفسنا كفلاحين وقيادة العمل الزراعي على ما وجدناه في هذا الصالون الفلاحي من عمل دؤوب ومساهمة في التنمية المستدامة والاستفادة من تقنيات الشمال وتوطينها في الفضاء العربي. ودور اتحاد الفلاحين العرب هو التحريض والدعاية والارشاد للمساهمة في مثل هذه الصالونات الوطنية والاقليمية والربط بين قيادات العمل الزراعي العربي والمهتمين بالشأن الزراعي سواء كان ميكنة زراعية أو بحوثا أو ابتكارات جديدة المراد منها تنفيذها على أرض الواقع أو عمليات الإصحاح البيئي في ترشيد المياه مثلا أو استغلال المياه المستعملة أو مكافحة التصحّر. ويمكن القول أن مثل هذه التظاهرات تساهم في تبادل الخبرات والتجارب بين دول الاتحاد المغاربي فعلى سبيل المثال تونس نجحت في تصدير السلع كالزيوت والغلال إلى الأسواق الأوروبية ويمكن استغلال هذه التجربة لبقية الأطراف الأخرى. والفلاح اليوم أصبح عصريا حيث تغيّرت الأساليب الغذائية التي تتطلّب اطلاعا واسعا على آخر الابتكارات المتعلّقة خاصة بالزراعة البيولوجية وهذا لا يتحقّق في رأينا إلا بتبادل الخبرات بين المزارعين والباحثين المغاربة وهذا يستوجب تبادل زيارات ميدانية بين أهل المهنة لمواجهة التحديات والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي المغاربي والحدّ من الفقر. وحول مدى تفاعل الحكومات مع المنظمات المهنية للوصول إلى نتائج ايجابية أفاد أن القمّة العربية التي عقدت بتونس أخذت قرارا بأخذ آراء المختصين في المجتمع المدني كل من مجاله ونحن من أهمّ الاتحادات المتخصّصة ونطمح لتنفيذ اتفاقية المنطقة العربية للتجارة الحرة لأنه لدينا انتاج زراعي لا بأس به، ولكن نتيجة عدم وجود اتحاد جمركي عربي واحد كما أعاقت العراقيل على الحدود والضرائب انسياب السلع الزراعية من منطقة الوفرة إلى منطقة الاحتياج. واعتبر أن تطبيق الاتفاقية هو منفذ لتحقيق التكامل العربي في المجال الاقتصادي ونواجه أيضا مشكلة القطرية حيث يضع كل قطر استراتيجية خاصة به دون أخذ الجانب الاقليمي بعين الاعتبار وعدم التوجه نحو ضبط رزنامة زراعية عربية موحّدة. التأهيل الفلاحي تواجه بلدان المغرب العربي تغيرات مناخية كبيرة تؤثر على المحصول والانتاجية وكذلك الأمراض الحيوانية لذلك لا بدّ من ايجاد آلية للتأمين الفلاحي للحدّ من المخاطر على مستوى مغاربي وفق تشريعات موحّدة والاستفادة من التجارب الأوروبية في هذا الإطار. ونحن كقيادات زراعية اجتزنا مرحلة تشخيص الوضع ووقفنا على موطن الداء ونقترح تنمية الكوادر البشرية بالعلم والمعرفة والبحث لتجاوز هذا الدّاء. وبخصوص تفعيل الاتحاد المغاربي قال: «الاتحاد المغاربي هو حلم قابل للتحقيق إذا ما توفّرت الإرادة السياسية لكل دولة. وفي النهاية أتوجه بالشكر والتقدير للاتحاد المغاربي للفلاحين برئاسة السيد مبروك البحري على نجاح الصالون والاستضافة وهذا جاء تتويجا للقرارات الرئاسية التي أقرها بن علي. إبرام صفقات يعتبر أغلب المشاركين سواء من البلدان المغاربية أو العربية أو الأوروبية أن هذا الصالون هو فرصة لتفعيل التعاون المغاربي والعربي والأوروبي في مجال تبادل السلع والمنتوجات الفلاحية المختلفة. والمهندس أحمد المبروك مسؤول المعرض الفلاحي بالدورة العاشرة للصالون الدولي للفلاحة والصيد البحري. الكرم تونس العاصمة خصّ «الشروق» بالتصريح التالي: تكتسي هذه المشاركة أهمية قصوى في ربط علاقات متينة بين الشعبين الشقيقين تونس وليبيا في إطار توجيهات القائدين معمر القذافي وزين اللعابدين بن علي لتوثيق المزيد من التعاون المشترك حيث لا حدود ولا قيود بين الشعبين. وتأتي هذه المشاركة للمرة العاشرة حيث بدأت منذ تغيير 7 نوفمبر 87 بولاية بن عروس حتى تمّت المشاركة على مستوى أكبر فوقعت خلال هذه المشاركات العديد من الصفقات التجارية والاستيراد والتصدير وفتح آفاق جديدة لتسويق الفائض من الانتاج سواء بالجماهيرية أو تونس وفق شروط بين الجهات المختصة وعن طريق اللجنة العليا المشتركة التي تلتئم اجتماعاتها مرة بتونس ومرة بطرابلس. وهذه الدورة تميزت بمشاركة مشروع النهر الصناعي العظيم الذي يعتبر مصدرا للماء العذب الذي صنعه الشعب الليبي دون مساعدة من أحد ناهيك عن مشاريع انتاج البذور المحسّنة ونشاطات الارشاد الفلاحي ومشاريع الغطاء النباتي وأنشطة الهيئة العامة للمياه والشركات الخاصة المتعلقة بالصناعات الغذائية مثل تشاركية النسيم والريحان وبيت الغذاء للعسل والمزرعة للصناعات الغذائية وجاء هذا التنظير عن طريق قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والبحرية بالجماهيرية ومركز تنمية الصادرات والغرفة الاقتصادية الليبية التونسية المشتركة والهيئة العامة للمعارض بالجماهيرية. والسيد العرائس الشرغيني مدير جمعية منتجي ومصدّري الخضر والفواكه بالمغرب صرّح لنا قائلا: «أرى أن المشاركة إيجابية جدا حيث شاركنا عن طريق الاتحاد المغاربي للفلاحة وهناك آفاق تعاون بين المغرب وتونس والجزائر والمغرب وليبيا وهناك خطّ نشيط بين بلدان الاتحاد المغاربي وخدمات كبيرة متبادلة في الميدان الزراعي لا سيما في ميدان الخضر والفواكه وكانت زيارتنا بوفد مهمّ بلغ 9 أشخاص كلهم منتجون ومصدّرون وكان هدفهم الاطلاع على التجربة التونسية في مجال خاصة الخضر والفواكه. وهناك محاولة لايجاد مجال للتشارك في الميدان الزراعي خاصة ميدان الخضر والفواكه كطاقة منتجة وكمجال مستهلك وكطاقة مصدره يجب أن يحدث تنسيق وتبادل خبرات وجهود والعمل في إطار الخطّ الأفقي للتبادل التجاري بطريقة أفضل وإعطاء الحظوظ لكل بلد في مجال اختصاصه وأرى أن المسألة هي مسألة إرادة أولا من حيث الاطلاع على تجارب بعضنا البعض وتكثيف العمل المشترك في هذا المجال. وفي مجال العمل الأفقي نعني بذلك أن نكون قوّة في وجه دول شمال أوروبا خاصة ويجب أن نفكر في أن تكون قوة تفاوضية واحدة عند التفاوض مع الطرف الأوروبي خاصة في الظرف الحالي حيث التحديات كثيرة. وأشير إلى أن المغرب العربي أيضا يشكل قوة استهلاكية كبيرة من المفروض استغلالها مغاربيا. وذكر السيد محمد القياج عن الجمعية المغربية للمنتجين والمصدرين للفواكه والخضر انه إلى حد الآن لا يوجد تبادل مغاربي والعلاقات مبنية على أسس صحيحة وكل بلد يعمل على حدة أي هناك ضعف في القوة التفاوضية وحلمهم هو السوق المغاربية وأرى أن المستقبل هو التكتل المغاربي والدول التي لها انتاج تعمل بالتكتّل. ويوجد أيضا ضعف في التبادل المعلوماتي وما يهمّ هو تفعيل دور الجمعيات والمنظمات في تفعيل هذا الاتحاد. نزيهة بوسعيدي تختتم فعاليته اليوم: زوّار كثر ومشاركة أجنبية مكثفة في صالون الفلاحة تونس «الشروق»: يختتم الصالون الدولي الفلاحي فعالياته اليوم مع تسجيل حضور مكثّف للعارضين الأجانب وإقبال كبير من قبل الزوار لاسيما منهم أهل المهنة والشباب والتلاميذ. وضاعفت عطلة نهاية الأسبوع إقبال المواطنين الذين يرغبون في الاطلاع على المعروضات الفلاحية من الصيد البحري الى الخضر والغلال. كما كثفت من حضور التلاميذ والطلبة. وينتظر ان يتزايد عدد إقبالهم اليوم بصفة أكبر نظرا للظروف المناخية المناسبة. والى جانب إقبال المهنيين الذين واكبوا الندوات الكثيرة التي التأمت على هامش الصالون لوحظ حضور لافتا للانتباه من قبل مسؤولين ووزراء وأعضاء حكومة ومجلس النوّاب ومجلس المستشارين وممثلي المجتمع المدني والمنظمات. وشارك في الصالون عديد العارضين الأجانب من مختلف الدول الأوروبية والغربية بصفة عامة. وذكر السيد بونوا شميتز Benoit schmitz ممثل شركة أوروبية مختصة في تصدير وتوريد الغلال والخضر ان هذا الصالون هو فرصة بالنسبة اليه لمزيد التعرف على تجارب أخرى في المجال بالاضافة الى ربط علاقات شراكة وفتح آفاق تعاون مع شركاء جدد. واعتبر ان الصالون نجح في هذا لاسيما ان المشاركات عديدة ومتنوّعة. وقال السيد ليونارد روسو Leonard Russo ممثل شركة مختصة في أسماك الأحواض انه لاول مرة يشارك في صالون فلاحي تونسي ويأمل ألا تكون آخر مرة لأنه شخصيا حصلت لديه الاضافة من خلال الاطلاع على تجارب الآخرين ومعرفة رغباتهم. وذكر ان تونس وإيطاليا معروفتان بالقرب الجغرافي وسرعة الوصول على مستوى البحر وبالتالي يسهل كثيرا علينا تبادل المنتوجات والخدمات الفلاحية لاسيما في مجال الأسماك. وذكر السيد فيڤياي Viguier ممثل شركة مختصة في تغليف وتعبئة الغلال ان الهدف من المعارض هو تبادل الأفكار والخبرات وإعطاء فرصة للاطلاع على الجديد في كل دولة. وقال: «بالنسبة لي حصلت الفائدة حيث أمكن التعرّف على أطراف أخرى والتعريف بخدماتنا كشركة مختصة». وأضاف انه رغم حصولهم على مكان غير استراتيجي في الصالون إلا انه اجمالا تحققت الغاية من المشاركة.