«حفل الافتتاح جاء هزيلا جدا ولم يرتق الى المستوى الذي بلغه المسرح التونسي خاصة وأننا نحتفل بما نؤديه .. البطولة للمسرح التونسي ... والتكريم تجاوز حده ففقد قيمته ... لا بد من التشاور والوقوف عند الايجابيات والسلبيات ... » هذا ما جاء في تصريح لبعض المسرحيين للشروق عما تبقى في الذاكرة من أيام قرطاج المسرحية التي أسدل ستارها مساء أمس الأول بالمسرح البلدي بالعاصمة بحضور مجموعة من الفنانين والاعلاميين. اعداد نجوى الحيدري زهيرة بن عمّار: كل المفردات ألتقت لإنجاح الدورة هذه الدورة ال14 من أيام قرطاج المسرحية كان لديها وقع خاص لأنها تزامنت مع مائوية المسرح. ولاحظنا جميعا ان المسرح التونسي كان هو البطل في هذه الدورة والساحة كانت غنية وثرية بالانتاج المسرحي التونسي وهذا ما شهد به العرب والأفارقة والأجانب. هذه ميزة جيدة واختيار ذكي من طرف ادارة المهرجان وعلى رأسها مديرها بتشريك 27 عملا تونسيا. الى جانب ان هذه الايام شملت أنواعا وأنماطا من المسرح أثرت الساحة وأعطت الاضافة للمسرح خاصة مع تلك النشاطات والندوات والورشات، وتكريم المبدعة العربية من طرف المنظمة العربية التي ترأسها السيدة ليلى بن علي. وكان لي شرف تقديم مداخلة تحدثت فيها عن المرأة التونسية الملكة المكرّمة في جميع الميادين. وما بقي في ذاكرتي ايضا عن هذه الايام العرض الذي قدّمته والظروف الملائمة التي حظيت بها والحضور المكثف للجمهور كل هذه المزايا تخفي وراءها التنظيم الجيد والاشهار.. فكل المفردات التقيت لإنجاح هذه الدورة. دليلة المفتاحي: ما فائدة هذا التكريم؟! المشاركة التونسية ب27 عملا مسرحيا كان لها وقع خاص لدينا جميعا، هذا شرف لنا ومكسب عظيم. أيام قرطاج المسرحية وضّحت لنا أن المسرح التونسي بخير وله ثوابته وهو الأرقى مقارنة بالعروض الأخرى باستثناء الايطالي والسوري والايراني. وما نعيبه على هذه الدورة حفل الافتتاح الذي جاء خاليا من عرض مسرحي كان بالامكان اختيار عرض جيد وراق للافتتاح الذي جاء هزيلا للغاية. وما أدّى للاستغراب أيضا في هذه الدورة هو تكريم أكثر من 40 شخصا، فأين لذة التكريم إذن؟!.. كل شخص يصعد على الركح يتسلم (الحديد) ويعود أدراجه لماذا لم يتم تكريم 3 أو 4 أشخاص وإعطائهم فرصة الحديث عن مسيرتهم وإلا ما فائدة ذلك؟! جعفر القاسمي: العروض لم ترتق الى مستوى التظاهرة اللقاء هو أهم شيء في أيام قرطاج المسرحية، تدافع الجمهور وكثافة المتفرجين في فضاءات العروض شيء يؤكد مدى وعي التونسي بأهمية هذه التظاهرة ونتمنّى ألاّ يكون هذا الشوق للمسرح مناسباتي. وما بقي في ذاكرتي من هذه الأيام العرض الاستثنائي ل«حقائب» في المسرح البلدي خاصة وأن الأصداء كانت مشرفة جدا. وما أريد قوله بعد الأيام وردّا على بعض الأقاويل أن «حقائب» مأخوذة من نصّ سعودي أبلغهم رسميا أن مسرحية «حقائب» مأخوذة من الاستشارة الوطنية للمسرح ومن مائوية المسرح التونسي وتتحدث عن الممثل التونسي وهي ليوسف البحري. وعن قولهم إن جعفر طوّر 80٪ من «حقائب» أردّ وأقول أن يوسف البحري اقترح تطوير النص على الخشبة لأنه بين النصّ المكتوب والخشبة هناك لقاء واللقاء كان بين جعفر ويوسف. وللأمانة أشير الى أن مستوى العروض في هذه الدورة 14 من أيام قرطاج المسرحية كان دون المستوى ماعدا العرضين الألماني والايطالي، وتبقى الأهمية للعروض التونسية. ليلى الشابي: متأسفة جدا على حفل الافتتاح «متأسفة» جدا على حفل الافتتاح الذي جاء هزيلا فنيا وتقنيا لدينا مسرح جميل لماذا يقع حفل الافتتاح في قاعة سينما أنا أقترح لمة بين الممثلين للوقوف عند الايجابيات والسلبيات وحتى نتجاوز الهفوات. أما بالنسبة للعروض فهناك البعض منها الذي ارتقى الى المستوى المطلوب مثل العرضين الألماني والفلسطيني وهناك عروض أخرى هزيلة جدا. وما أعجبني في هذه الدورة الحضور المكثف للسيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث وهو ما أعطى قيمة لهذه التظاهرة وحثّ الفنانين على مزيد بذل الجهد والعطاء وإن شاء ا& نكون في المستوى ونعطي للمسرح ما يستحقه. منصف السويسي: تكريم بالجملة إيجابيات هذه الدورة 14 من أيام قرطاج المسرحية هي الحضور المكثف للتونسيين والعرب والأفارقة وكأن مدير المهرجان عرف ان هذه الأيام هي بالأساس تونسية عربية افريقية، كذلك العروض افضل من الدورتين السابقتين والحمد لله وزارة الثقافة نظمت ندوة فكرية وهو ما جعل الأيام تستعيد نشاطها والى جانب المعرض الذي نظمته لجنة الاحتفالية وأشرف عليه علي بالعربي وهذا المعرض يعد كسبا ونواة للمتعة للحركة المسرحية. أما بالنسبة للتكريم فقد جاء تكريما بالجملة وبالتالي فقد قيمته الاعتبارية. التكريم هو اعتراف ووفاء واذا ما تجاوز حده المعقول فقد كل معانيه، فهل يعقل تكريم أكثر من أربعين شخصا أو هل يعقل تكريم اشخاص كرّموا من قبل على غرار أسعد فضة وناجية الورغي (دورة 89) ومنصف سويسي (دورة 85) ... كان بالامكان تكريم أشخاص لم يكرّموا من قبل وهم في انتظار ذلك. ملاحظتي الأخيرة تخص حفل الافتتاح الذي كان هزيلا جدا وحفل الاختتام الذي غيّب تماما ... هذه وجهة نظري ولا أخفيها ...