أسدل الستار يوم السبت الفارط على فعاليات الدورة الثالثة عشرة لأيام قرطاج المسرحية هذه التظاهرة الكبيرة التي تضمنت عروضا مختلفة التوجه متباينة الرؤى واحتفت بضيوف من أقطار عربية وأوروبية وافريقية عديدة، أيام قرطاج المسرحية ودعناها لكنها لم تنقض دون أن تترك وراءها نقاط استفهام ومواقف متعددة تعلقت بمحتوى المسرحيات، بالتنظيم وبالاسماء التي كانت حاضرة ولذلك سعينا الى تقصي بعض ما بقي في دفاتر هذه الايام. ريهام عبد الرزاق( مخرجة مصرية): سلبيات وجب تجاوزها أعتبر المشاركة في هذا المهرجان شرفا كبيرا لانه تظاهرة عريقة ولها قيمتها في الوطن العربي فقد كان لي شرف الحضور بمساندة الناقد المصري الكبير خالد سليمان لقد لاحظت عدة ايجابيات خلال هذه الدورة يمكن أن أذكر منها خاصة نظام الدعاية من خلال وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة كما لاحظت اهتمام الصحفيين التونسيين بهذا الحدث وهذا يدل على اهتمامهم بالفن الرابع لقد أعجبتني عروض عديدة منها المسرحية التونسية نجمة نهار وكذلك خمسون اذ انبهرت بالقدرات التمثيلية لفاطمة بن سعيدان..في هذا العمل كانت السينوغرافيا ممتازة ولكن شاب العرض بعض الطول فهي مسرحية صعبة لكن الجمهور تقبلها بكل أريحية. ورغم كل ذلك فإنني لاحظت بعض السلبيات التي من الواجب تداركها في السنوات القادمة وألخصها في أمرين: ضرورة تركيز ورشات يمكن أن يكتشف من خلالها المسرحيون الشبان خاصة مختلف التجارب التي رسخت قدمها في الميدان. كما وجب تطوير دور النشرية التي لم تكن مواكبتها يومية للعروض فهناك شيء من التأخير في رصد الاعمال، والمسرحيات لا تغطى بصورة منتظمة فمسرحية كلام في سري لم تنل حظها من التغطية وأعتقد ان مقالا وحيدا ورد في النشرية وكان باللغة الفرنسية. جميل الجودي (مسرحي تونسي): دورة ناجحة أرى أن هذه الدورة كانت ناجحة الى أبعد الحدود والدليل على ذلك كثافة الجمهور الذي كان يتابع كل المسرحيات بنهم كبير وبحب لا محدود للمسرح وكان للجمهور حظ كبير في الاختيار اذ كانت الاعمال من كل المدارس وتعبر عن وجهات نظر مختلفة فيها الكثير من الثراء علما أني لم أواكب كل الاعمال بحكم استعدادي لتقديم مسرحيتي كينغ خميس ولكني شاهدت العمل الجزائري لغة الأمهات وكان بحق عملا متكاملا وعن حذف المسابقة اقول أن الامر منطقي وموضوعي اذ لا يمكن ان نحكم على اعمال متباينة في توجهها وفي خطابها. لقد اخرج بعض الزملاء من كون الافتتاح والاختتام لم يكونا بمسرحيات تونسية هذا الامر لا يقلقني فتونس مضيافة ومراسم الضيافة تفترض تبجيل الضيوف. مجد القصص (مخرجة من الأردن): أشعر بغصة دورة جيدة عموما لكنها لا تنأى عما تعيشه بقية مهرجانات المسرح في العالم العربي اذ بكل مرارة نقول أن المسرح العربي يعاني من مشكل كبير وهو الانحدار والتردي وذلك لعدم مواكبته للغة التطوير والتجدد فبعض المسرحيين يعتقدون أنهم وصلوا الى القمّة فتوقفوا عن الابداع وانخرطوا في سياق السائد وفيما يخص عروض هذه الدورة فكانت تتراوح بين ثلاثة عناصر : متوسطة ، أقل من المتوسط ورديئة. إن المسرح بحث ومجهود متواصل وهذا ما غاب لقد استسهل بعضهم دور المسرحي فحالة مسرحنا تشبه الى حد كبير حال الأمة العربية يمكن أن أقول لك ان العروض الجيدة لا يتعدى عددها خمسة أما البقية فنقطة استفهام حولها. أطرح سؤالا حول عرض الافتتاح الذي اعتبره عرضا عاديا جدا... فهل أدرج لأن سوريا ستكون قريبا عاصمة ثقافية وشخصيا انا مع حذف المسابقة لانها أصبحت قائمة على المجاملات والمساومة وهذا لا يليق بالمثقفين. كما ألوم على المنظمين تغييب الندوات وعدم دعوة نقاد كبار.. لقد فشلت بعض الاعمال في شد الجمهور اليها فغادر القاعة بعد نصف ساعة وأحيانا قبل ذلك بكثير ..فوجئت كذلك بتكريم أشخاص لهم ثلاثة أعمال فقط ولكن هناك من المكرمين من يستحق ذلك مثل الاستاذ الكبير جاء لوكوك فهو عملاق . في النهاية أقول لك أنني أشعر بغصّة لما آل اليه الواقع المسرحي العربي. فاطمة بن سعيدان (ممثلة من تونس): دون المتوسط ككل الدورات كانت هناك الايجابيات ولكن لاحظنا أيضا مجموعة كبيرة من السلبيات وأهمها غياب النقاشات بعد العروض وهذا أمر كان يميز الدورات السابقة ويساهم في التعرف على مختلف التجارب فهي فرصة لقاء وتبادل للآراء، كما أن الندوات كانت غائبة عن أيام قرطاج المسرحية التي افتقرت الى العروض الكبرى والاسماء الهامة، كما أن التنسيق بين مواعيد العروض كان مفقودا، عموما لقد كان المستوى دون المتوسط. سؤال آخر يطرح أين الاعمال الخليجية والافريقية فالتونسي متعطش للتعرف على هذه التجارب . كما أعتقد أن برمجة 25 عملا تونسيا كثير جدا، جميل أن نبرمج كمّا كبيرا لكن وجب الاهتمام كذلك بالكيف وقد حز في نفسي أن يكون التكريم -مسارقة تحت حسّ مسّ - ليس لأنه لم يقع إدراجي ضمن المكرمين وأنا أترفع عن هذا الكلام لكن مثل هذه الحركة البسيطة تعطي شحنة معنوية كبيرة وحتى الى الافتتاح لم تقع دعوتي فهل الى هذا الحد أصبحت فاطمة بن سعيدان غريبة عن المسرح. أدعو الى عودة طقس مركزي الى حفل الافتتاح وهو تقديم الضيوف. توفيق العايب (مسرحي تونسي): دورة ضعيفة جدا بكل تجرد أعتبرها دورة ضعيفة جدا، الايام باردة لا لون لها ولا طعم هي باهتة في مختلف فقراتها فالعروض المقدمة في مجملها لم ترتق الى ما نتطلع اليه تميز في خضمها العرض البلجيكي قبلة الموت لفرقة ايزابيل سوبار لذلك أرى أنه يجب مراجعة العديد من الاختيارات لتعود الى الدورة قيمتها فالعديد من المشاركات ليست في حجم أيام قرطاج المسرحية، أستفهم كذلك عن سبب غياب المسرح الخليجي والافريقي لقد كنت انتظر مشاركة مسرحية «ريشارد الثالث» لسليمان البسام من الكويت ولكن لم يقع الاتصال به. نقطة اخرى هامة جدا يجب أن نتوقف عندها فالنشرية في شكلها وفي مضمونها لا تليق بمستوى الدورة أخطاء بدائية وابتدائية في الرسم وفي اللغة وفي العناوين وكذلك في المعلومات كما أعيب على المنظمين كذلك توجيه الدعوات على اساس العلاقات الخاصة ولم أستسغ صيغة التكريم إذ أعرف مخرجة شابة اختصاصها غير المسرح وكرّمت وهنا أضع نقاط تعجب واستفهام - بصراحة دعنا من الارتكاز على الصداقات والعلاقات فالفن لا يعترف الا بالموهبة والعمل. معز التومي (نادر في الليالي أبيض): عروض متواضعة جدا لقد لاحظت أن العروض العربية متواضعة جدا جدا، فقد كان المسرح التونسي اكثر حرفية واكثر تطورا ان الخطاب المسرحي العربي ينقصه التمسرح فمسرحة المسرح ناقصة والحرفية غائبة في مستوى اختيار العروض كانت الامور عادية وهذا هو الموجود على الساحة العربية وقد أشرف مدير الدورة على ذلك بنفسه ما أعيبه على هذه الدورة ربما ان التكريم لم يكن موضوعيا فهناك أسماء حضرت ولا يمكن أن ندرجها ضمن المكرمين وأخرى غابت وهي حرية بالتكريم. الفن يلغى كل العلاقات بالنسبة اليّ أريد أن أفرض وجودي بفني وبقدراتي.