إلى جانب العروض المسرحية التي شكّلت الفقرة الرئيسية لأيام قرطاج المسرحية على امتداد أكثر من عشرة أيام تميّزت أيضا بفقرات موازية جسّمت عمق هذه التظاهرة منها ملتقى المؤلفين المسرحيين تحت شعار «المؤلف بلا حدود» أشرف عليه الأستاذ يوسف البحري.. الذي كانت لنا معه دردشة حول هذا الملتقى وانطباعات أخرى حول الدورة 14 أكد في بداية حديثه على نجاح هذا الملتقى الذي جمع مؤلفين من الشمال إلى الجنوب وشكل لقاء مع محاورة فكرية فنية. وعن حفل افتتاح هذه الدورة الذي أسال حبر العديد من الأقلام ضمّ الأستاذ البحري صوته للذين أقرّوا بأنه لم يكن في مستوى الانتظارات مؤكدا «إن فشل هذا العرض لم يكن من حيث الفكرة لأنها حديثة تقوم على «التجهيز الفني» باستغلال فضاء تجاري وتوظيفه فنيا بميزانية متواضعة ولكن من حيث التقاء عدة ظروف جعلت هذا العرض غير متشبّع من حيث التحضير وتبقى أهمية هذا العمل في استقطابه لقرابة 170 شاب واستمالتهم للفعل المسرحي كل بطريقته إضافة إلى النقطة الأساسية الكامنة في التصور العصري لهذا العمل والذي سيفتح الأبواب لتعميق هذه التجربة التي ستستفيد من الصعوبات التي واجهتها». مستوى العروض العربية يخلّف أكثر من استفسار عن انطباعه العام حول فعاليات هذه الدورة أقرّ الأستاذ يوسف «إنها تجربة أخرى تنضاف إلى بقية التجارب والتي بدورها تتضمن سلبيات وإيجابيات وهذا شأن أي مهرجان وحصر هذه السلبيات في سوء اختيار العروض المسرحية العربية في هذه الدورة مقارنة بالعروض الأجنبية باستثناء العرضين: السوري والسعودي كما عبّر عن إعجابه بالعروض الآتية الألمانية، الفرنسية (أرليكان) و«صرخة». زوبعة في فنجان! كانت «الشروق» قد نشرت حوارا مطولا مع الأستاذ يوسف البحري تحدّث فيه خاصة عن توجهاته الفكرية في نصّ حقائب والذي أخرجه جعفر القاسمي في انتاج للمسرح الوطني ولاقى استحسان كل من شاهد هذا العمل المسرحي. لذلك لم نتردّد في طرح سؤال حول صاحب نصّ «حقائب» الذي أثير مؤخرا في احدى الصحف اليومية حيث نسب فيها النصّ الحقيقي لهذه المسرحية إلى السعودي الناقد والمؤلف المسرحي فهد ردّ الحارثي الذي كان ضيف هذه الأيام، وما ان عرّجنا على هذه المسألة حتى أصرّ الأستاذ يوسف على توضيح الأمر مصرّحا في مرارة: «ما حصل بقدر ما هو مثير للضحك كان مبعثا للاستياء والازدراء ولا يشرّفنا كتونسيين ينظر إلينا ضيوف الدورة نظرة احترام وتقدير وافتخار فالمؤلف السعودي فهد ردّ الحارثي والذي نسبوا إليه النص الحقيقي ل«حقائب» هو صديقي وأنا الذي اخترت أن يقرأ ذلك النص خلال فعاليات ملتقى المؤلفين فكيف اختار نصّا أنا سارقه؟ إضافة إلى أنه لا وجود لأي تشابه بين النصين غير وجود كلمة «حقائب» فهل وجود هذه الكلمة مبرّر للتشكيك والاتهام على أعمدة الصحف لغايات أنا أعرفها على قدر معرفتي بمن يقف وراءها وهم أعداء الابداع والأدهى والأمرّ ان هذه الاشاعة صدرت بعد أن وقع تكريمي من طرف سعادة سفير السعودية، وما روّج كان مبعث استياء للضيف السعودي ذاته والذي صرّح أخيرا للاذاعة الوطنية التونسية بحقيقة الأمر وأن نصّه مختلف تماما عن نصّي، وأملك الآن تسجيلا لهذا اللقاء، وشهادة خطية من طرف الصديق فهد إضافة إلى نصّه وأنا بصدد تحضير ملف وتقديمه للقضاء للكشف عن هذه المكيدة التي تعبر عن ضغائن وسطحية في قراءة الأشياء وعلى كل شخص أن يتحمّل مسؤوليته». هذا وقد أجرينا حوارا مع المؤلف السعودي فهد رد الحارثي وأثبت لنا كل ما صرّح به يوسف البحري.