تناقلت المواقع الاخبارية مؤخرا على ال «نات» خبر اطلاق الصين لمنتوج جديد متمثل في غشاء بكارة اصطناعي يمكن ان تستخدمه الفتيات دون اجراء أية عملية جراحية لاسترجاع بكارتهن... وذلك بسعر لا يتجاوز 15 دولارا اي حوالي 18 دينارا تونسيا. ويشهد هذا المنتوج حسب تلك المواقع اقبالا متفاوتا في الأسواق «المحافظة» في الشرق وبعض الدول المغاربية... مما أثار جدلا حول أضراره الصحية واستفسارات عن الفتوى الدينية التي تبيح استخدامه. «الشروق» تساءلت عن الضريبة النفسية للمنتوج الجديد... وما إن كان المفتاح السرّي الجديد الأقل كلفة لباب سعادة الزوجين؟ أم أنه المسمار الاخير الذي يدق في نعش مصداقية العلاقة بين طرفي مؤسسة الزواج؟ عن هذا السؤال ردّت الاخصائية النفسية ربيعة عليبي توكابري بالقول ان الوقت حان للتفكير الجدي في دعم الصراحة والشفافية والثقة بين طرفي مؤسسة الزواج. وأشارت الى أن العذرية الجديدة المورّدة من مصانع الصين والتي تحمل اشارة «صنع في الصين» تماما مثل أية بضاعة في الأسواق لا يمكنها ان تكون حقيقة عنوانا للشرف او البديل لمواجهة الحقيقة... لأن استخدامها يعني فقدان الثقة في النفس وعدم القدرة على مواجهة الحقيقة وان كانت مع نفسك. وأوضحت الاخصائية النفسية أن عذرية الفتاة ما تزال تحتلّ أهمية بالغة في العقلية الاجتماعية وتصنّف ربما ضمن المواضيع غير القابلة للنقاش لانها رأس مال الفتاة حسب «قناعة» المجتمع. وبينت المتحدثة ل «الشروق» أنها نجحت في احيان كثيرة في اقناع فتيات زرنها بعدم الكذب ومصارحة الطرف الاخر حتى وان كانت تلك الكذبة ستمرّ بسلام بفضل رتق طبّي... ونجح الامر معهن من خلال تفهّم أزواجهن للمسألة. تقول «هناك ثلاثة عوامل تفقد بسببها الفتاة عذريتها وهي إما حركة بدنية فجئية مثل السقوط أو بسبب علاقة حب أو على إثر عملية اغتصاب... وأيّا كان السبب ستواجه الفتاة إدانة من قبل الجميع». ولتفادي تلك الادانة تبحث الفتيات عن حلول يرضين بها العائلة أولا والمجتمع ثانيا... وبالتالي يمكن القول إن المجتمع شجعهن على الكذب واخفاء الحقيقة بغاية الدفاع عن النفس عوض ان يشجعهن على الصراحة والثقة بالنفس. التدخّل الطبّي أوجد حلولا لاخفاء «الخطإ»... وفي الآن نفسه فتح ثغرة الطبقية مجددا... إذ ليس الجميع قادرات على دفع ثمن رتق العذرية الذي يفوق 200 دينار ليصل اكثر من 500 دينار أحيانا. ثغرة استغلّها المستثمرون في الصين فوجدوا فيها الباب لتصنيع بضاعة «شرف» للفقراء لعلّ تلك البضاعة مجهولة المكونات والضمانات تكون حلّهن للمرور نحو الحياة دون صرخة اتهام!