بدأت منذ فترة تروّج في بعض الاسواق العربية منتوجات اصطناعية، هي عبارة عن غشاء للبكارة صيني الصنع يخشى ان يتسرب ايضا للسوق التونسية. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية واليابان اول من أنتجا هذه البضاعة، وأدخلتها الاسواق الصينية منذ 7 سنوات بأسعار تصل وقتها الى 100 دولار للغشاء الواحد، ثم بدأت الصين في تصنيعها وترويجها خاصة في البلدان العربية، على الرغم من ان الأطباء هناك أعلنوا ان هذا المنتج يهدّد حياة من تستخدمه وأنه يتسبب في أمراض خطيرة. فما هو بالضبط هذا المنتوج؟ «السر المفزع الذي أثقل كاهل الكثيرين سيختفي للأبد بخمسة عشر دولارا فقط، بلا جراحة، ولا حقن، ولا أدوية ولا آثار جانبية»، شعار أطلقته الصين لترويج منتجها الجديد بعد أن أقدمت على تصنيع غشاء بكارة صناعي ب 15 دولار فقط، ليلقى المنتج رواجا كبيرا في الأسواق العربية والمجتمع الشرقي، حيث ما يزال الغشاء مطلوبا وحاسما في الليلة الأولى. وقد شق هذا المنتج طريقه إلى البلدان العربية وبات يحظى بطلب كبير، كما يؤكد العديد من أطباء النساء الذين يرون أن مثل هذه المنتجات لم تكن يوما بحاجة إلى حملة تسويقية خاصة، لأنها معدة لهذه المجتمعات وزبائنها قادرون على التقاطها مباشرة والمنتج الذي مكث في الصين فترة تصنيعه فقط دخل الأسواق العربية بطرق غير شرعية. ويشكل هذا الغشاء الصناعي أحدث التطورات في عالم ترقيع غشاء البكارة والذي يتم عادة في عيادات نسائية شبه سرية متخصصة في هذا المجال. ويتمتع بميزات عديدة كالأسعار الزهيدة والتخلص من العمل الجراحي والتخدير والابتزاز. والجدير بالذكر ان تركيب غشاء البكارة الصيني يمكن ان يتم بظروف منزلية ودون الحاجة لمراجعة عيادات طبية او مستشفى وذلك حسب الاعلانات التي انتشرت في الصين نفسها مثل: «أعيدي عذريتك في خمس دقائق وغيرها من الاعلانات التي استهدفت الأقلية المسلمة في الصين». دين وأخلاق وما زال غشاء البكارة الصيني يثير زوابع في عدد من الدول العربية، منها المغرب، حيث تفجر جدل ديني بين مؤيد ومعارض، وسط توقعات بأن يشهد إقبالا كبيرا، خاصة أن الفتاة يمكنها استعادة عذريتها بلا جراحة، ولا حقن، ولا أدوية، ولا آثار جانبية ب 120 درهما مغربيا «حوالي 15 دولارا» . ففيما حرم المجلس العلمي في الرباط ترقيع غشاء البكارة، الا ان عالم دين مغربي قال ان الامر يتعلق بالفتيات اللواتي تعرضن للاغتصاب او حادثة تسببت في فقدانهن عذريتهن، اما محترفات البغاء فترقيع الغشاء لديهن يعتبر خداعا وغير مقبول. وحرم المجلس العلمي في الرباط ترقيع غشاء البكارة، معتبرا ذلك «غشا وتدليسا ومساسا بالمبادئ والأخلاق والقيم الإسلامية»، وقال عالم الدين المغربي، ورئيس الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في فقه النوازل، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن «العملية شرعية بالنسبة للفتاة التي وقع لها هذا الشيء رغما عنها، وليس تلك التي تحترف البغاء». وردا على سؤال حول ما إذا كان الأمر يعتبر «خداعا» أيضا بالنسبة للفتاة التي رقعت بكارتها ولم تخبر من تريد التزوج منه، رد الداعية المغربي قائلا «هذه العملية تعد صيانة للعرض، وإذا ما كانت الفتاة ستخبر من تريد الارتباط به بأنها غير عذراء، فلا فائدة من القيام بهذه العملية». وأكد «إذا أخبرته فلا داعي لعملية الترميم، لأن الزوج لن يصدقها، فمن الضروري أن تكتم أمرها، وتبقي ذلك سرها». ويعتبر المجلس العلمي أن «فتح الباب أمام هذا الأمر وإباحته مطلقا فيه ضرر على الأزواج، الذين يغرر بهم لقبول الزواج ممن كان لهن ماض سيئ في العلاقات غير الشرعية، ظنا منهم أن وجود الغشاء يدل على وجود البكارة، والتي تعني الطهر والعفاف». واستعرض المجلس في فتواه عددا من الموانع قائلا: «إذا كان الغش ضد النصح، وهو إظهار البائع ما يوهم جودة في السلعة كذبا أو يخفي عيبا فيها، وإذا كان إجماع العلماء قد انعقد على أنه محرم، وأنه كبيرة من الكبائر بدليل الكتاب والسنة، فإن استخدام غشاء البكارة الصناعي يعد صورة من صور الغش والخداع والتدليس المنهي عنه شرعا، إذ توهم من تستخدمه زوجها بعذرية كاذبة، ضاربة عرض الحائط بكل قيم العفة والطهارة والصدق، متسترة على زلاتها وفضائحها بغشاء صناعي صفيق رخيص، تطمس به الحقائق وتبعد به عنها الشبهات وتخفي تحته الذنوب والزلات».