قال السيد خالد زرق العيون المدير التقني لشركة «نقديات تونس» أن تجهيز السوق البنكية في تونس بالموزعات الآلية (DAB) من الجيل الجديد مازال مشروعا في طور الدراسة ولم يقع اتخاذ قرار رسمي في هذا الشأن من قبل سلطة الاشراف ومن البنك المركزي التونسي. وأضاف المتحدث ان هذه الموزعات الآلية المتطوّرة معمول بها في دول أجنبية عديدة ولها مهام أخرى غير مهام سحب الاموال او شحن الخطوط الهاتفية أو الاطلاع على الحساب، على غرار ما هو معمول به في الموزعات الحالية. ومن المهام «الجديدة» لهذه الموزعات توجد مهمة إيداع الأموال والصكوك حيث أن حريف البنك الحامل لبطاقة بنكية سيصبح بامكانه ايداع المبالغ التي بحوزته عبر الموزع الآلي دون حاجة الى الدخول الى مبنى البنك وتحمّل عناء الانتظار أمام الشبابيك للقيام بهذه المهمّة. وإضافة الى الايداع نقدا، فإنه بامكان الحريف إيداع ما بحوزته من صكوك داخل الموزع الآلي وبذلك يودع المبلغ المضمّن بالصك في حسابه البنكي وهو ما يسمح للحريف بسحبه او سحب جزء منه عبر البطاقة البنكية في اطار عملية سحب عادية من الحساب مثلما يحصل الآن... على أن مدة تحويل المبلغ من الصك الى الحساب قد تطول ولا يمكن بالتالي للحريف سحب المبلغ المضمن بالصك بصفة فورية. ولن تمكن هذه المهمة من صرف الصكوك بصفة فورية أي أن ايداع الصك لا يؤدي بصفة آلية الى الحصول على المبلغ، خصوصا أن الصكوك من المسائل الحسّاسة والتي لا يمكن التعامل معها بمثل هذه السهولة لأن العملية يجب ان تمرّ عبر عون البنك لمزيد التحري والتثبت بما أن المعاملة عبر الصكوك يمكن ان تتخذ صبغة اجرامية ويمكن أن تؤدي بصاحبها الى القضاء. صرف العُملة من المهام الاخرى لموزعات الجيل الجديد يوجد ايضا صرف العملة الأجنبية... حيث بامكان الحريف البنكي ايداع مبلغ بالعملة المحلية في الموزع الآلي وتحويله الى عملة أجنبية او العكس... ولم تتضح بعد الطرق العملية لهذه المهمة خصوصا أن تغيير العملة المحلية بعملة أجنبية لا يتم اليوم في البنوك أو في مراكز البريد الا بعد الاستظهار بجواز السفر، وهو ما قد يوحي بأن العمليّة ستتم بعد ادخال رقم جواز السفر غير أن التغيير من عملة أجنبية الى العملة المحلية لن يتطلب ذلك بما أن القيام به اليوم في البنوك لا يتطلب الاستظهار بجواز السفر. البطاقة لن تتغير لن يكون من الضروري تغيير البطاقات البنكية الحالية للقيام بعمليات في الموزّعات «الجديدة» حيث سيتواصل العمل بالبطاقات الحالية خصوصا أن التغييرات ستشمل الجوانب التقنية للموزّعات ولن تهمّ البطاقات، بحيث أنه عند ادخال البطاقة داخل الموزّع، يُطلب من الحريف اختيار الخدمة التي يرغب فيها (سحب أموال ايداع أموال نقدا إيداع صك تغيير عملة). سهلة ذكر السيد خالد زرق العيون أنه في صورة اتخاذ قرار رسمي باعتماد هذا النوع من الموزعات الالية في تونس، فإن شركة «نقديات تونس» وكذلك البنوك المعنية لن يجدوا صعوبة كبرىفي تركيزها وفي تركيز التغييرات التقنية خصوصا أن الارضية والبنية التحتية متوفّرة من خلال شبكة الموزّعات الحالية وبالتالي لن يطول الشروع في العمل بهذه الخدمة التي ستسهّل كثيرا مهام حرفاء البنوك. عيد على صعيد آخر، تحدث المدير التقني ل «نقديات تونس» عن الاجراءات المتخذة لضمان خدمة جيّدة للموزعات الآلية خلال اليوم وغدا وخاصة خلال أيام عطلة العيد... حيث ذكر أن التوصيات صدرت للبنوك ولنقديات تونس لتوفير خدمة جيدة عبر الموزعات البنكية مثل توفير السيولة اللازمة من الأوراق المالية وضمان السرعة والسلامة التقنية لعمل الموزّعات وخاصة مسألة «الريزو» الذي عادة ما يثير القلق في مثل هذه المناسبات حيث يعجز كثيرون عن سحب أموال لأسباب تقنية بحتة.