أكثر من 280 مليون شخص في العالم يتعايشون مع أمراض السكري حسب احصاءات منظمة الصحة العالمية. هؤلاء من المنتظر ان يتجاوز عددهم 430 مليون مصاب عام 2030. وتشير أرقام المنظمة الى ان حوالي 95٪ من المصابين اليوم هم المسؤولون المباشرون عن علاجهم اي من يتولون متابعة ومراقبة أمراضهم. هذه النسبة لا تتجاوز عتبة 70٪ في تونس حسب قول أستاذ التغذية بكلية الطب بتونس والاخصائي في أمراض السكري الدكتور الطيب دغري. وأكد الاخصائي ل «الشروق» ان مرضى السكري في تونس في حاجة الى تثقيف صحي يرفّع من تلك النسبة دعما لمفعولية العلاج. يمرّ علاج أمراض السكري، حسب قول الدكتور دغري، اولا وأساسا عبر النظام الغذائي الخاص وممارسة النشاط البدني لكن ليس الكل على دراية واسعة بأهمية هذه الخطوة فيتم اللجوء الى الاخصائيين وإلى الأدوية... لكن تطبيق الحمية الخاصة وممارسة الرياضة يجعل المريض في غنى عن طبيبه الى ان يحين موعد الكشف والمتابعة او في حال التعكرات. ويضيف ل «الشروق» يحتاج المرضى بالسكري في تونس، البالغ عددهم حسب أرقام وزارة الصحة حوالي 10٪ من مجموع السكان اي حوالي 425 ألف مصاب الى تثقيف صحي قد يساعدهم على التعديل اليومي البسيط لاضطرابات الأنسولين. وأكد ان هذا التثقيف الصحي وجب ادراجه ضمن الأولوية الصحية فهو مسؤولية الاطار الطبي ومسؤولية برمجة ووضع استراتيجيات في جداول عمل الجهات الصحية المسؤولة من ذلك وزارة الصحة ومعهد التغذية. ويقترح المتحدث إحداث مرصد وطني للغذاء والتغذية للعمل حول أمراض التغذية.. خاصة مع تنامي الاشهار الغذائي خاصة في مواسم استهلاكية معينة مثل شهر رمضان وفي المقابل غياب الاشهار المضاد الذي يقدّم النصيحة الغذائية للمستهلك.. فنرى مثلا أنواعا مختلفة من الاغراءات الاشهارية حول الأغذية والحلويات في رمضان ولا نرى مشهدا واحدا لنصيحة تقي المستهلك تخمة الاغراء والإصابة. أمراض التغذية لم تكن أمراض التغذية مدرجة ضمن التكوين الطبي في كليات الطب بتونس بعد الاستقلال. ومنذ بضعة سنوات فقط أصبح للتغذية أقسام في جميع المؤسسات الصحية كما أصبحت أمراضها جزءا من التكوين الأكاديمي في الجامعات. وتوفّر بذلك اطارا طبيا وشبه طبي متخصص في أمراض التغذية والتغذية والحميات.. يباشرون اليوم مهامهم في التشخيص.. ومن ذلك تشخيص أمراض السكري وتعديله عبر الحميات الخاصة. ويتحدث الدكتور الطيب دغري عن تفاصيل الاصابة بهذا المرض ليعرّفه على انه خلل في نشاط المعثكلة.. فافراز الأنسولين بكميات غير كافية او ليست ذات جودة كافية ومطلوبة يعني ان المعثكلة اصبحت غير نشيطة وبالتالي إصابة الشخص بالسكري ولجوئه الى استخدام حقن الانسولين او حبوب السكري لتعديل هذا الخلل.. مشيرا الى أن هذه الاصابة عادة يعاني منها الكهل. وماتزال إصابة معثكلة الطفل مجهولة الأسباب حسب قول الاخصائي.. إذ تتوقف المعثكلة عن افراز الانسولين بسبب مرض قد تكون له علاقة بالوراثة.. فيمرّ الطفل مباشرة الى استخدام حقن الأنسولين لتعويض نقصه في الجسم بسبب إصابة معثكلته. السمنة أنواع أخرى من العلاج تحدّث عنها الدكتور الطيب دغري ماتزال طور التجريب.. منها الجراحة لزرع معثكلة صناعية تقوم بضخّ كميات الانسولين في الجسم عوض الأخرى الطبيعية التي توقفت عن النشاط.. وبيّن الدكتور دغري ان هذا العلاج ما يزال تحت التجربة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي اليابان وبعض دول اوروبا مثل السويد وألمانيا. وأشار ايضا الى انه تم منذ سنوات تجريب امكانية زرع خلايا في المعثكلة لكنها انتهت إلى الفشل لأن الجسم رفض خلايا غريبة عنه... وتجري حاليا تجارب جديدة حول امكانية إضافة او تعديل لضمان نجاح زرع تلك الخلايا. وتحدّث عن مسحوق يتم استنشاقه عبر الأنف، تحت التجربة هو الآخر.. هذا المسحوق أثبتت التجارب الأولية انه يتسبب في اشكالية سيلان في الأنف واستمرارية إصابة مستخدمه بأعراض تشبه نزلة البرد. ويؤكد الدكتور دغري ان ممارسة النشاط البدني والنظام الغذائي تبقى القاعدة الأساسية للعلاج. وذكر ايضا ان السمنة خاصة لدى الأطفال تتطلب مجهودا كبيرا على المعثكلة مما زاد في الاصابة بالسكري.. علما وأن نسبة السمنة لدى الأطفال مرّت في تونس من 5٪ في السبعينات الى 13٪ حاليا.