هنيئا لمن حازوا هذا الفخر ونالوا حق التكريم ولا عجب في ذلك فمنذ القدم كان المعلم هو رائد لكل الحضارات وما فتئ يمهد الطريق ويحارب جحافل الجهل ويشيد صروح المعرفة حتى أصبحت الامم والشعوب تتبارى في احترامه وإجلاله والاخذ بيده نحو اسعاده وهنائه. ومن البديهي القول ان المعلم يحقق سعادته حينما يجد غرسه قد أينع وثماره قد أتت أكلها. إن رسالة المعلم تأتي تالية لرسالة الانبياء والرسل. انه صاحب الفضل في تطوير المجتمعات معرفيا، والذي قيل فيه الكثير تمجيدا له واعترافا برسالته النبيلة، ان صاحب الفضل والنبع الذي لا ينضب لقول الشاعر: قالوا الفضيلة في العلوم وأهلها قلت الفضيلة في المعلم أصلها واذا الفضيلة في المعلم هكذا فالنبع فيكم والفضائل جلّها لأجله اجتمعت الاسرة التربوية بسيدي علي بن عون لتكريم المتقاعدين من أبنائها الذين أفنوا العمر في مقاومة الجهل ورفعة المجتمع معرفيا. وقد تولى السيد محمد الهادي جلالي المدير المساعد للتعليم الابتدائي بسيدي بوزيد الاشراف على هذا الحفل وبحضور ثلة من متفقدي التعليم الابتدائي بالجهة. وقد استهل الحفل بشريط فيديو يحوصل المسيرة الذاتية للمكرمين الثلاثة (ناصر الدين رابحي (مساعد بيداغوجي) محمد الهادي تليلي (مدير مدرسة) محمد الطاهر جوادي (معلم تطبيق أول) وقد كان لهذا الشريط الاثر العميق في نفوس الحاضرين لأنه أتى على أدق التفاصيل للمكرمين. وبعدها شهدت القاعة عديد المداخلات انصبت جلها في تثمين العمل الذي قام به المكرمون لرفع الجهل بالبلاد التونسية ونشر العلم والمعرفة. ولم تنس الاسرة التربوية عميد معلمي الجهة ومدير مدرسة بن عون سابقا والمرحوم محمد علي عشي الذي ناله شرف التكريم ايضا. وفي الختام تم توزيع شهائد تقديرية وميداليات على المكرمين.