أبوظبي (الشروق) من مبعوثنا الخاص محمد علي خليفة هي واحدة من المسؤولين الاماراتيين الباحثين عن التميّز والريادة لبلدهم وهي صاحبة العديد من الانجازات البارزة في القطاعين العام والخاص.. برز إسمها على المستوى الدولي في الآونة الأخيرة عندما دخلت قائمة مجلة «فوربس 2009» لأقوى 100 امرأة في العالم. هي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التجارة الخارجية بدولة الامارات العربية المتحدة، وهي نموذج للمرأة الاماراتية الناجحة، فهي فضلا عن منصبها الوزاري تشارك بفاعلية في الأنشطة التطوعية والخيرية من خلال عضويتها في مجلس إدارة جمعية «أصدقاء مرضى السرطان» ومجلس أمناء كلية ثندر بيرد الأمريكية ومجلس إدارة مؤسسة الامارات للنفع العام ومجلس أمناء كلية أبوظبي للإدارة الحكومية وغيرها.. هذا فضلا عن حصولها على عدة جوائز دولية قيمة. «الشروق» التقت في أبوظي على هامش احتفالات الامارات العربية المتحدة بعيدها الوطني الثامن والثلاثين الوزيرة لبنى القاسمي التي أكدت أن نجاح اقتصاد الامارات على امتداد السنوات الماضية يرجع الى اعتماده على التنوع الاقتصادي وانتهاج سياسات اقتصادية مرنة تلبّي الحاجات المحلية وتواكب المتغيرات العالمية. وأوضحت القاسمي أن الامارات تعمل حاليا على تعزيز التنوع الاقتصادي من خلال التركيز على قطاعات جديدة مثل الطاقة المتجددة والبتروكيمياويات والصناعات التكنولوجية المتقدمة، وأكدت تركيز دولة الامارات على الصناعات التي تتمتع بتنافسية عالية على المستوى العالمي مشيرة الى تدشين مصنع المواد المركبة لهياكل الطائرات من طراز «ايرباص» في مدينة العين مؤخرا وذلك ضمن جهود الدولة في تنويع الاقتصاد الوطني وترسيخ صناعة الطيران بالبلاد وتحويل الامارات الى مركز عالمي في هذا المجال الحيوي. وردا على سؤال حول الاستثمارات الاماراتية على الساحة العربية قالت الوزيرة ان الامارات هي أكبر مستثمر في الدول العربية التي لا تزال تحتل المراتب الأولى من حيث استقطاب الاستثمارات الاماراتية ولكن هناك اختلافات في مناهج الدول العربية لاصلاح الاقتصاد، وهو عامل له تأثير على مستوى التبادل التجاري بين الدول العربية» مؤكدة أن العلاقات الاقتصادية لدولة الامارات مع الخارج تشمل جميع الدول وليس هناك اختلاف من حيث التعامل بل ان سياسة كل دولة هي التي تحدد شكل وحجم المبادلات والاستثمارات مع الامارات، كما أن هناك لجانا متخصصة على مستوى الجامعة العربية تعمل على تنفيذ المقررات السياسية وعلى تسهيل التبادل التجاري. ولفتت الوزيرة كذلك الى نقطة أخرى قد تعرقل تطور التبادل التجاري بين الدول العربية وقالت ان هناك التزامات واتفاقات عربية مع دول أخرى مشيرة بالأساس الى دول المغرب العربي التي لها التزامات كثيرة مع الاتحاد الأوروبي، كما أن التقارب الجغرافي بين دول المغرب العربي وأوروبا واتساع السوق الأوروبية وتوفر الامتيازات كلها عوامل تجعل الكفة تميل لصالح الاتحاد الأوروبي. وردا على سؤال عن استقطاب دولة الامارات للكفاءات العربية للعمل في مختلف المجالات أكدت الشيخة لبنى أن هذا الأمر مرتبط باهتمام كل دولة في سياساتها التعليمية، فهناك دول تركز على تخصصات هندسية وتكنولوجية هي تخصصات حيوية ومطلوبة في سوق الشغل الاماراتية، كما أن الدول التي تركز على هذه التخصصات خلقت نوعا من التنافسية وبذلك تكون النقاط المرجعية لاختيار العامل المناسب هي التخصص والكفاءة العالية. وبشأن العلاقات الاقتصادية مع إيران في ضوء التوتر بسبب احتلال إيران للجزر الاماراتية الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) قالت الوزيرة ان «إيران هي قبل كل شيء جارة وهناك تاريخ عريق بيننا ولدينا جالية كبيرة من الايرانيين من التجار والعمال الذين يساهمون في دعم الاقتصاد الاماراتي، ودولة الامارات تقوم فلسفتها على أن الأمور السياسية يجب حلّها عن طريق المجتمع الدولي عبر محاولة إيجاد حلول سلمية»، مؤكدة أن المبادلات التجارية مع إيران ضخمة والعلاقات الاقتصادية على أكمل وجه. وعن تداعيات الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على الاقتصاد الاماراتي أكدت الوزيرة لبنى القاسمي أن هذه الأزمة أثبتت متانة اقتصاد الامارات وقوته نتيجة حكمة القيادة وجملة المحفّزات التي تمّ اتخاذها واستراتيجية التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الامارات على امتداد السنوات الماضية.