استمع النواب أمس إلى ردود عدد من الوزارات حول نقاش تقرير اللجنة الخامسة وكان رد السيّد سمير العبيدي وزير الرياضة والشباب والتربية البدنية لافتا بحكم ما تمّ طرحه من نقاط تهمّ واقع القطاع الرياضي والشبابي في تونس في خضم العديد من الأحداث ومنها خاصة الانسحاب الأخير لمنتخب كرة القدم من سباق كأس العالم جنوب إفريقيا 2010 . تغطية: خالد الحداد وفي ردّه قال العبيدي: «كنتُ من أوّل المتألمين لانسحاب المنتخب ليس تأثّرا بآراء وأقوال المحترفين والمتمعشين من الرياضة بل وإنّما لأنّني كنت أنظر في عيون كلّ التونسيين وخاصة الأطفال منهم والّذين هم بوصلتنا في الإصلاح الرياضي» وأضاف الوزير: «طالبنا الجامعة بإقالة الإطار الفنّي لأنّ القانون لا يمكننا من الإقالة بل تمويل الجامعة فقط، ولو لم تستجب الجامعة لمطلب الإقالة لكان بإمكاننا ووفق القانون سحب التمويلات ولكن الجامعة مشكورة قبلت الطلب وأقالت الإطار الفني وعيّنت خلفا له»، ولاحظ الوزير أنّ ربّ ضارة نافعة وأنّ الانسحاب كان فرصة لبعث لجنة وطنية ستنكب على دراسة كلّ المسائل المتعلّقة بالرياضة الوطنية وخاصة منها كرة القدم وإعادة النظر كذلك في الهياكل الرياضية والجمعيات والنوادي. وفي جانب آخر قال الوزير إنّ مسألة التمويل الرياضي مسألة هامّة جدّا وتلقى حاليا العناية والدراسة المستفيضة لإيجاد آليات جديدة تنمّي التمويلات الموجّهة لقطاع الرياضة وأشار الوزير إلى أنّ صيانة المركبات والمنشآت الرياضية تتطلب الكثير من الاعتمادات والوزارة حريصة على المساهمة في هذا الجانب ومساعدة البلديات والوزارة تقدّم 2,7 مليون دينار كدعم في هذا الإطار. وفي ملف السلوك الحضاري أو «غول العنف في الملاعب» الّذي أثاره بعض النواب أكّد الوزير على الدور المركزي للهياكل والجمعيات الّتي عليها أن تكون في مستوى المسؤولية الملقاة عليها في تجنيب وحماية الشباب من كلّ هذه المظاهر غير الحضارية والخطيرة، وأفاد الوزير بوجود 375 ألف مجاز في الرياضة المدرسية ونتطلع إلى بلوغ 500 أو 600 ألف مجاز خلال السنوات المقبلة. مواهب ورياضة نسائية وأوضح الوزير الحرص على التقدّم خطوات أخرى على درب استكشاف المواهب والعناية برياضة المعوقين قائلا: «لم نحصل على أي ميدالية سنة 1992 وفي آخر تجمع عالمي كنا في المرتبة السادسة في جل المسابقات في بكين بمناسبة الألعاب الأولمبية ، فالدولة ومن منطلق إيمانها بحقوق افنسان الّتي لا تتجزّأ والتي يجب أن تشمل كل الفئات أعطت الفرصة لهذه الشريحة للإبداع والمشاركة» وجدّد العبيدي اهتمامات الحكومة بالرياضة النسائية وقال أنّ هناك خططا وبرامج لتنمية واقع هذه الرياضة وأضاف: «هناك اليوم 110 بلدية ليس فيها جمعية رياضية نسائية والمبرمج جمعية على الأقل في كل بلدية وهذا موضوع في البرنامج الرئاسي المستقبلي». وتحدث العبيدي عمّا قال إنّه أولوية للحكومة من أجل توفير كل مستلزمات العناية بالشباب وقال في هذا الصدد: «كل ما تتطلبه العناية الشبابية الدولةُ ستحرصُ عليه وذلك بتوجيهات من رئيس الدولة الّذي أذن بتجاوز كلّ أصناف الضغط على الميزانية». وتطرّق الوزير كذلك لإستراتيجية سياسة الشباب وهي خطة تنسيقية بين العمل الحكومي وقال إنّ 95 % من مكوّنات هذه الإستراتيجية جاهز ومن هنا إلى نهاية العام الجاري سيتم الإعلان عنها والبدء في تنفيذها، وأشار الوزير إلى أنّه سيتمّ خلال سنة 2010 تركيز منتديات للحوار مع الشباب في الجهات لتطارح الخصوصيات الجهوية ومنها ستدرس أوضاع شباب تونس واتخاذ ما تتطلبه من اجراءات وقرارات ومبادرات للتطوير ومزيد الإحاطة بهذه الفئة المجتمعية الهامة وتجنيبها كل مظاهر التهميش وأفاد العبيدي أنّه تمّ خلال سنة 2009 تمكين 200 ألف شاب من الترفيه الصيفي، وأشار الوزير إلى أنّ ذلك الاهتمام ينطلق من قناعة الرئيس زين العابدين بن علي الّّذي يقول: «إنّّ التهميش ينتج لنا غولا»، واليوم هناك حرص لتمكين كل شاب تونسي من حقّه في الترفيه و2010 سيكون العدد أكبر في ما يخص الترفيه الصيفي حتى يقع تغطية كل الجهات والأحياء الشعبية والأرياف والقرى. شباب رقمي و«فايس بوك» ولاحظ الوزير أنّ «الرقميّة» هي ميزة شباب اليوم، لذلك والرئيس معروف عنه سعيه وإرادته لتطوير قطاع التكنولوجيات الرقمية تم إقرار العديد من الاجراءات، فخلال سنة 2009 كان هناك قرار بمضاعفة عدد الحواسيب في دور الشباب وهناك اليوم 6 حافلات تكنولوجية متنقلة الواحدة منها تتكلف ب180 ألف دينار، وأبرز الوزير المجهود الكبير من الدولة انطلاق من وعيها بقيمة هذا المجال الحياتي الّّذي أصبح يحتلّ مكانة محورية على مستوى اهتمامات الفئة الشبابية على وجه الخصوص، وحاليا هناك 900 ألف تونسي في الفايس بوك غالبيتهم من الفئة الشبابية، وأثنى الوزير على تطور هام لوجود الشباب الوطني الملتزم الّّذي أكّد حضورا مكثفا على الوسائط الاتصالية الحديثة ونال نصيبا وفيرا من الحركية ومساحات التواصل والنشر والدفاع عن الخيارات الوطنية والذود عنها. وأبرز الوزير ما أصبحت تحتّله التكنولوجيات الاتصالية الحديثة من أهمية بالغة في حياة الشباب وأفاد أنّه ومن خلال بعض الدراسات الدولية فإنّ الشاب يقضي 1500 ساعة مع الحاسوب في مقابل تخصيصه ل800 ساعة في المدرسة و80 ساعة مع العائلة، كما تحدّث الوزير عن مشروع البوابة التفاعلية الجديدة والحركية الّتي سيتمّ تركيزها بما تستجيب لواقع شباب اليوم. عمل تطوعي ومبادرات دولية وأفاد الوزير أنّ مشروع قانون للعمل التطوعي سيعرض قريبا على مجلس النواب لتنمية المشاركة الشبابية وحتى لا يشعر الشباب أنّه على هامش المجتمع أو أنّه غير قادر على الإفادة مشيرا في هذا الباب إلى أنّ 70 % من الشباب الأمريكي يُمارسون العمل التطوعي. وقال الوزير أنّ «برلمان الشباب» الّذي سيتمّ تركيزه سنة 2010 سيحسب للرئيس بن علي ، وسيكون أحد العناصر الداعمة لمشاركة الشباب. وانتهى الوزير إلى الحديث عن المبادرات الرئاسية الدولية والأممية المهتمة بالشباب من ذلك أنّه سنة 2003 شهدت دعوة تونس المجموعة الدولية لتكون تلك سنة التآخي الرياضي كما طرح الرئيس بن علي سنة 1999 مبادرة لاجتماع مؤتمر عالمي لتكنولوجيات الاتصال وتحقّق ذلك بالرغم من أنّ الأمر كان يبدو للبعض بمثابة الحلم ومن آخر هذه المبادرات دعوة المنظومة الدولية للاجتماع حول قطاع الشباب والمجتمع الدولي حاليا يناقش ومن المنتظر أن يكون هناك اجتماع أممي قريب لإقرار هذه المبادرة وستكون مبادرة تاريخية للاهتمام بالشباب على الصعيد الدولي.