في المسرح التونسي» في الدورة 23 لمهرجان علي بن عياد علي بن عياد فنان تونسي موهوب، ورجل مسرح استثنائي سطع نجمه في أواخر الخمسينات الى بداية السبعينات من القرن الماضي، وكان ممثلا ومخرجا من طراز رفيع، نهل من منابع المسرح الاوروبي والعربي وطوّر المشهد المسرحي التونسي بأروع المسرحيات العالمية المترجمة وبعديد الأعمال التونسية بالفصحى والدارجة، وكان السبب في ظهور نخبة من المؤلفين التونسيين أمثال عزالدين المدني والحبيب بولعراس واستعان بألمع الفنانين التشكيليين أبرزهم الفنان الراحل زبير التركي في إعداد المناظر والملابس الملائمة للمسرحيات المقدّمة لذلك نعتبره جميعا علما من أعلام الفن الرابع، تحتفل به تونس سنويا، من خلال تنظيم المندوبية الجهوية للثقافة بولاية بن عروس المهرجان السنوي الخاص به في حمام الانف حيث كان مولده، وفي دار الثقافة التي تحمل اسمه وفي بقية دور الثقافة والفضاءات الثقافية بالجهة. واستعدادا للاحتفال بهذه التظاهرة المسرحية الوطنية الكبرى التي ستنتظم في النصف الثاني من فيفري 2010 عقدت المندوبية الجهوية للثقافة والمحافظة على التراث بولاية بن عروس جلسة تمهيدية أولى ضمّت بعض رجال المسرح مؤلفين وممثلين ومخرجين الى جانب مديري دور الثقافة وبعض رؤساء اللجان الثقافية المحلية وحضرها خاصة المندوب الجهوي للثقافة والمحافظة على التراث الأسعد سعيد ورجل المسرح المعروف أحمد عامر ورئيس اللجنة الثقافية الجهوية عبد الرحمان الكبلوطي، وتبادل الحاضرون الآراء وأبدوا الرغبة الصادقة في تدعيم الفقرات القارة في المهرجان واقترحوا ان تتناول الدورة 23 لمهرجان علي بن عياد محور «الكتابة الجديدة والتكنولوجيات الحديثة في المسرح» دون ان ننسى استحضار روح الفنان زبير التركي وأعماله الرائعة وإضافاته المتميّزة في مجال الديكور وتصميم الملابس كما رأوا ضرورة جعل الندوة في إطار ورشات يتباحث فيها أهل الفن الرابع قضايا الكتاب والتمثيل والاخراج في اتجاه الحداثة والتطوير المستمر، خصوصا ونحن ندخل المائوية الثانية للمسرح التونسي الذي عرف تجارب مهمّة اشعّت على غيرها من التجارب في العالم العربي كما تشهد بذلك المدوّنة المسرحية التونسية. واقترح الحاضرون دعوة أصحاب هذه المدوّنة لحضور الندوة والتباحث في شأن المسرح التونسي ومراحله السابقة واستشراف مآله، خدمة للثقافة التونسية ولانتظارات الملتقى في المجال المسرحي كما بحث الحاضرون في هذه الجلسة كيفية تشجيع المسرح الهاوي وكذلك المسرح المدرسي بتكثيف المنشطين المسرحيين وحسن تأطير الشباب التلمذي واستقطاب الجمهور وترسيخ تقاليد متابعة الأعمال المسرحية لديه.