مازال غموض كثير يلف تفاصيل وخفايا ما دار في الجلسة الأولى لمحاكمة صدّام حسين. ومن بين هذه التفاصيل كيفية جلب صدام الى قاعة المحكمة والاحتياطات الأمنية التي اتخذت للغرض وكذلك ما قاله صدام لحارسه حين التفت إليه وخاطبه ببعض الكلمات وهو يتولّى تقييد يديه.. هذا علاوة على أجوبة الرئيس العراقي بخصوص بعض التهم والتي لم يتم الافراج عنها من قبل قوات الاحتلال الأمريكية التي تولت تصوير فعاليات الجلسة بكاميرا وحيدة تابعة للجيش الأمريكي. وقد تلقت «الشروق» معلومات مؤكدة حول بعض التفاصيل والخفايا التي تخص طريقة نقل صدّام الى قاعة المحكمة حيث جلبه في مدرعة كبيرة جدا جاؤوا بها خصيصا من أمريكا وفيها نظام ضد الضربات الكيمياوية والنووية.. وقد كان مرفوقا بمئات المارينز وحارسين عراقيين فقط أحدهما أسمر البشرة والآخر أبيض.. وعندما أنزل صدام من المدرعة وهمّ العون العراقي الأسمر بتكبيل يديه همس له صدام قائلا: هل يجوز أن تكبّل رئيسك هكذا؟ فاستحى الرجل وأجاب مرتبكا: إنها الأوامر سيدي.. ليردّ عليه صدام: «هل هي أوامرمن بوش أم من علاوي؟ على كل افعل ما تؤمر، إنها مشيئة اللّه». وبعد ثلاث خطوات نزعت السلاسل من يدي صدام وأدخل الى قاعة المحكمة.. ليجد نفسه في مواجهة القاضي وهو ابن أخت أحمد الجلبي وله علاقات مسترابة مع شركاء صهاينة ومع ذلك فقد بدا مرتبكا أمام صدام الذي نجح في تحويل المحاكمة الى محاكمة للاحتلال وللعملاء.. وعلاوة على ما تمّ بثه من مقتطفات من جلسة التحقيق الأولى، فإن صدام أكد في ردّه على تهمة ضرب الأكراد بالكيمياوي في قرية حلبجة بقوله حرفيا: «لماذا لم يصرّح الأمريكان بذلك في السابق؟ هم يعلمون جيدا بأننا لا نملك هذا النوع من السلاح. لقد كان لدينا غاز الخردل فقط وقتها وأمريكا تعرف من كان يملك الغاز المستعمل وأية قوات دخلت المنطقة بتواطؤ من ميليشيا جلال الطالباني. وبخصوص الأجواء التي أعقبت المحاكمة يؤكد مصدرنا أنها كانت بالفعل خالية من أية مظاهر للفرح.. حيث تعوّد العراقيون اطلاق العيارات النارية في الفضاء تعبيرا عن فرحهم وهو ما غاب تماما اثر الجلسة الأولى للمحاكمة حيث خرج العراقيون في الكثير من المدن والقرى معبرين عن استنكارهم للمحاكمة وعن تضامنهم مع صدام حسين.