ذكرت مصادر إخبارية بريطانية أن حركة «طالبان» الأفغانية تستخدم الحمير المفخخة لمهاجمة القوات البريطانية المتمركزة في جنوبأفغانستان، فيما أقرّت وزارة الدفاع الأمريكية بمعضلة إرسال تعزيزاتها العسكرية الى البلاد مؤكدة أن جغرافية أفغانستان وقوة «طالبان» يمثلان «تحدّيا لوجستيا» لقرار الرئيس باراك أوباما. ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» عن قائد الكتيبة الثالثة من فوج الرّماة المنتشرة في أفغانستان ريتشارد ستريتفيلد قوله إن متمردي «طالبان» ربطوا عبوة ناسفة بحمار وأرسلوه الى معسكر للقوات البريطانية في إقليم هلمند جنوب البلاد. اضطرار للإيقاف وأضاف الرائد ستريتفيلد ان حرس المعسكر حاولوا إبعاد الحمار ولكنهم اضطروا لإيقافه بعيار ناري قبل أن تتوجه مجموعة من الجنود لتفقده. وأشار الى أن الجنود لاحظوا شيئا مشبوها «تحت القش الذي كان يحمله على ظهره، فقاموا بإضرام النار في القش مما أدى الى وقوع تفجير ضخم». وأردف أن التفجير لم يلحق أية إصابة بالجنود البريطانيين كاشفا عن تلقي الجنود تحذيرا من «الشرطة الأفغانية» من إمكانية استخدام «طالبان» أسلوب الحمير المفخخة لمهاجمة القوات البريطانية في «هلمند». وعبّر الرائد عن خشية كبيرة لدى الجنود البريطانيين بسبب التجاء «طالبان» الى وسائل جديدة قادرة على إلحاق الخسائر الجسيمة بالقوات. التحدي الأمني وفي سياق متصل أقرّ وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس بالتحدّي الأمني الكبير الذي يمثله إرسال 30 ألف جندي الى أفغانستان. وقال غيتس ان الوضع في أفغانستان مختلف للغاية عن الوضع في العراق، مضيفا أن أفغانستان تفتقر للبنية التحتية القادرة على تأمين انتشار 30 ألف جندي في البلاد وبالتالي فإن كل شيء يجب أن يرسل جوا. ويرى مراقبون أن أفغانستان تشكو من شبكة طرقات برية بائسة اضافة الى أنها منطقة جبلية وعرة لا يطلّ عليها البحر من أي جانب الأمر الذي يفرض على القادة الأمريكيين استخدام الطوافات الحربية. ويضيف المحللون في هذا السياق أن الطوافات لا تمثل بدورها الحل الأنجع في حالة أفغانستان الراهنة، نظرا لعددها القليل للغاية. ويؤكدون أن قوة «طالبان» المتجسّدة أساسا في قطع طرق الإمدادات من باكستان واستهداف القوات الأجنبية في العاصمة الأفغانية «كابول» تجعل المخططين الاستراتيجيين في حيرة من أمرهم حيال اعتماد آلية واضحة للإرسال. تجدر الاشارة الى أن طليعة التعزيزات الأمريكية ستبدأ بالوصول الى أفغانستان في غضون أسبوعين على أن تنتهي عملية الارسال بحلول الصيف المقبل.