نجح أعضاء البرلمان العراقي في اللحظة الاخيرة في إنهاء انقساماتهم، وأقرّوا بأغلبية ساحقة قانونا يسمح بإجراء الانتخابات البرلمانية العام القادم رغم تهديدات نائب الرئيس طارق الهاشمي مجددا بنقض القانون، لكن الضغوط الامريكية هذه المرة كانت حاسمة. فقبل عشر دقائق من انتهاء المهلة المحددة بمنتصف الليلة قبل الماضية لاقرار القانون، والتي يمكن بعدها لنائبيْ الرئيس العراقي الادلاء باعتراض ثان على القانون سارع أعضاء البرلمان العراقي تحت إلحاح وتشجيع من مسؤولين أمريكيين وعراقيين للتوصل الى اتفاق. موافقة... وضغوط وقال نائب رئيس العراق المحتل طارق الهاشمي إنه وافق على الاتفاق الذي تم التصويت عليه في جلسة متوترة، وسيحدد بعد ذلك المجلس الرئاسي المؤلف من ثلاثة أعضاء موعدا للبت فيه. وفتح الخلاف حول توزيع المقاعد البرلمانية مجددا الانقسامات الطائفية والعرقية العميقة التي كانت قد بدأت في الالتئام بعد سنوات من العنف الذي فجّره الغزو الامريكي للبلاد عام 2003. ووصف خالد العطيّة، نائب رئيس البرلمان الاتفاق بأنه إنجاز رائع وهائل للعراق وقال إن الطريق أصبح ممهدا الآن لإجراء الانتخابات في موعد يحدده مجلس الرئاسة. وكان من المقرر أصلا إجراء الانتخابات في جانفي، لكن الازمة أرجأتها الى موعد لم يحدد بعد، وأوصت الاممالمتحدة والسلطات الانتخابية بإجرائها في 27 فيفري المقبل. وقد أعلن المتحدث باسم البيت الابيض ترحيبه بإقرار البرلمان العراقي قانون الانتخابات واصفا إياه ب «اللحظة الحاسمة لديمقراطية العراق» حسب قوله. تفجيرات متواصلة في الاثناء لم تتوقف أعمال العنف في أنحاء متفرقة من العراق مخلفة عشرات القتلى والجرحى. وأعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية مقتل 16 شخصا بينهم ستة أطفال وإصابة نحو خمسين آخرين أمس جراء أعمال عنف متفرقة أبرزها انفجار في احدى المدارس الابتدائية في مدينة الصدر، شرق بغداد. وقالت مصادر الشرطة أن «ثمانية أشخاص بينهم ستة أطفال من التلاميذ، قتلوا وأصيب 41 آخرون بينهم 25 تلميذا وثلاثة مدرّسين بجروح». وأضافت المصادر أن «الانفجار وقع عند مدخل مدرسة أبا ذر الابتدائية للبنين في مدينة الصدر» الشيعية شرق بغداد. وأدى الانفجار الى حدوث حفرة قطرها حوالي أربعة أمتار. كما أدى الانفجار الى وقوع أضرار جسيمة بثلاثة منازل قريبة من المدرسة وسقوط أعمدة الكهرباء وتحطم أنابيب مياه الشرب الرئيسية. وأشارت قيادة عمليات بغداد الى أن «مدير المدرسة كان يقوم بحرق النفايات عندما حدث انفجار لعبوات ناسفة كانت مخبأة تحت المكان». وقد رجح ضابط في الجيش العراقي أن يكون السبب «متفجرات مدفونة عند مدخل المدرسة، انطلقت إثر قيام عمال تنظيف بحرق نفايات».