صادرت قوات حكومية عراقية في مدينة العامرية غرب بغداد صحيفة «البصائر» الناطقة باسم هيئة علماء المسلمين في العراق من الشارع وهدّدت باعتقال بائعها وشاريها وحاملها بعد أن نجحت الصحيفة في كشف عدة فضائح قامت بها حكومة نوري المالكي. وقالت مصادر مطلعة إن قوة من الحرس الحكومي يترأسها ضابط حكومي برتبة نقيب شنّت حملة جمع لنسخ الصحيفة من الأسواق والمكتبات التي توجد فيها حال صدور آخر أعدادها أمس الأول. وحذّرت القوة الحكومية أصحاب المكتبات والموزعين من تداول الصحيفة وبيعها. وقالت هيئة علماء المسلمين إنّ هذا التصعيد الجديد ضد صحيفة «البصائر» يأتي بعد كشفها للكثير من فضائح حكومة الاحتلال الرابعة، كما يأتي في إطار سلسلة من عمليات استهداف الهيئة نتيجة مواقفها الإسلامية والوطنية الواضحة والصريحة من الاحتلال وعملائه ومناصريه ومريديه وآخرها الاستيلاء على جامع أم القرى الذي كان يمثّل مقرّ هيئة علماء المسلمين. وأضاف الموقع الرسمي للهيئة أن الإجراء الجديد يعدّ خرقا فاضحا لحرية الإعلام الذي دأبت على ارتكابه حكومات الاحتلال الأربعة المتتالية. وفي سياق آخر اتهم نائب عراقي الولاياتالمتحدة وإيران بالوقوف وراء تصاعد أعمال العنف في عدة مدن عراقية خلال الشهر المنقضي وقال إن جماعات مرتبطة بالقوات الأمريكية وأخرى بإيران وتنظيم القاعدة تنفّذ عمليات مسلحة مستغلة ضعف أداء القوات الأمنية وعدم قدرتها على فرض الأمن والاستقرار في البلاد. وقال النائب طه اللهيبي، عضو البرلمان العراقي «نحن نعتقد أن هناك تدخلا إيرانيا - أمريكيا في قيادة أعمال العنف في العراق، ولدينا معلومات مؤكدة أن هذين الطرفين يقومان بأعمال العنف من خلال اختراقها لتنظيم القاعدة والاستعانة بالمجاميع الخاصة التابعة لإيران وجماعات أخرى متفرقة يرافقها ضعف في أداء القوات العراقية رغم توفر أجهزة الكشف عن المتفجرات». وشهدت مدن بغداد والموصل والأنبار وكركوك وكربلاء موجات عنف وانفجارات أوقعت المئات بين قتيل وجريح، حيث وصف شهر أكتوبر المنقضي بانه الأعنف منذ شهر أوت الماضي حيث سقط المئات من العراقيين في انفجارات مدمرة وأعمال عنف كان آبرزها استهداف وزارتي الخارجية والمالية بشاحنات مفخخة . وأضاف اللهيبي ان «تنظيم القاعدة اصبح اكثر من جزء وهو مخترق من قبل أمريكا وإيران وجماعات أخرى، وهم ينفذون عملياتهم الإجرامية في البلاد في صراع دموي الضحية فيه هو الشعب العراقي لإرباك الأوضاع السياسية والأمنية وخلق أجواء من الرعب وعدم الاستقرار، فضلا عن صراعات داخلية بين العرب والأكراد في مدينتي الموصل وكركوك والتي اوجدت أوضاعا أمنية غير مستقرة هيأت للجماعات المسلحة أرضية للحركة بحرية لإثارة العنف والفزع». وأوضح «ان أعمال العنف ستتسع خلال المرحلة المقبلة وستشهد البلاد موجة من التصفيات الجسدية لجميع القوى، دون استثناء، تسبق عملية الانتخابات التشريعية التي ستجرى في جانفي المقبل من أجل خلق أجواء غير طبيعية تسيء إلى العملية السياسية في البلاد». وقال اللهيبي إن «البرلمان العراقي سيقر قانون الانتخابات الأسبوع القادم رغم التباين الكبير في وجهات النظر حول نقاط الخلاف المطروحة».