يحبّه الجميع بجوهرة الساحل من تلميذ المدرسة إلى الطبيب والمحامي والعامل اليومي البسيط. هو فنّان لا يكلّ ولا يمل وهذا رغم الكثير من الألم الذي خلّفه بداخله نجاح فيلمه الحدث «الكحلوشة VHS». قالوا إنه صار مليونيرا بعد نجاح الفيلم وردّدوا أنه بعد الفوز بعديد الجوائز العالمية (فرنسا وكندا والإمارات) يملك سيارة 4X4... وكانت الحقيقة المُرة هي عكس ذلك. كيف؟ لقاؤنا بالمنصف كحلوشة بمكتب «الشروق» بتروكاديرو بسوسة حمل الكثير من الإجابات المؤلمة. أولا هل وجدت مكانا لسيارتك الفخمة قبل أن تأخذ المصعد وتأتي إلى مكتبنا؟ لا أوّلا ولا ثانيا ولا أخيرا كما تراني مواطن عادي عاشق للسينما منذ الطفولة وحاليا أشتغل في «الدهينة» وهي مهنتي الأصلية ومورد رزق أبنائي. وأين الملايين التي قالوا إنّك جنيتها بعد نجاح فيلم «كحلوشة»... قد تكون ادخرتها ببنك في سويسرا؟ (مازحا).. لا وضعتها في بنك في الصومال! صحيح حصلت على 10 ملايين لقاء الفيلم أنفقتها على زواج ابنتي ومراسم وفاة الوالدة رحمها الله وترميم المنزل. كما اشتريت صرّافة جديدة للعمل ودرّاجة عادية (بسيكْلاتْ) لتنقلاتي. أراك متألما؟ هم حصدوا مئات الملايين من فيلمي.. من «تعبي وشقائي»... لا بل من لحمي ودمي وأنا يا سيدي أجد نفسي عاجزا عن إجابة المواطنين كلّما سألوني «وينِكْ يا كحلوشة»؟ لست مغرورا والجميع يشهدون لي بذلك ولكن لا حظّ لي مع التلفزة ومسلسلاتها. بودي العمل مع المخرجين كالنوري بوزيد وغيره وأتمنى المشاركة في أعمالنا الدرامية فأنا ممثل ينتظر تفجير طاقاته. كلّ ما أخشاه أن هذا الألم يجعلني «أحفر قبري بيدي وساقي». ولكن «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».. وليس الألم؟ أجل قد انتهيتُ أخيرا من تصوير فيلمي الجديد «طرزان في البلاد» ومدته ساعة و15 دقيقة. هو عمل كله مواقف هزلية وقام بالمونتاج الصديق الفنان أنور الدراجي. لقد قام بذلك مجانا.. وبصراحة آه لولا قلّة الإمكانيات وصدقوا حين قالوا «اليد قصيرة والعين بصيرة». الفيلم إن شاء الله سيعرض بالقاعات مع مفتتح السنة الإدارية الجديدة.