إلى جانب إعادة اكتشاف عاطف بن حسين وجمال المداني على الخشبة فإن العراقيل التي صاحبت ولادة مسرحية «غلطة مطبعية» قد زادت في إثارة وتشويق الجمهور لمشاهدة هذا العمل. فالعوائق القانونية لم تكن أكثر إثارة من انسحاب فتحي المسلماني من المسرحية، انسحاب فاجأ العديد وتُستمدّ مشروعية الفضول والتفاجئ من عدّة عوامل أولها أن فتحي شارك في عملية التأليف الذي كان بصفة جماعية، ثانيا خصال فتحي الذي يتميّز بالمزاجية في العمل والجدية في ذلك واحترام عمله متى اقتنع به، لذلك خلّف انسحابه نقاط استفهام عديدة أرجعها المخرج حسام الساحلي إلى أسباب خاصة جدّا فيما عبّر فتحي المسلماني من خلال اتصال «الشروق» به أن انسحابه «يرجع لأسباب مهنية بحتة». وباستفسارنا عن هذه الأسباب قال فتحي: «لي التزامات في مسرحية «جيبولي بوه» إضافة أن لي مسرحية جديدة مع احدى الشركات الشيء الذي حال دون مواصلة العمل مع عاطف وحسام». ويبقى السؤال مطروحا، هل ما كتبه فتحي وتصوّره بمعية الآخرين حول شخصيته سيتبناه جمال المداني كشخص أم كشخصية؟! نرجو في كل الحالات أن لا تتحوّل «غلطة مطبعية» إلى «غلطة» تقديرية.