أكدت كارين أبو زيد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» صحة المعلومات التي سربت بشأن بناء الحكومة المصرية لجدار فولاذي على الحدود مع قطاع غزة واصفة إياه بأنه «أكثر متانة من خط بارليف». ولم ينف وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط هذا الخبر في تصريح صحفي يوم أمس واكتفى بالاشارة إلى أن بلاده من حقها أن تفعل ما تشاء على أراضيها. وأشارت أبو زيد في تصريحاتها التي تأتي قبل أيام من مغادرتها لمنصبها إلى أن تكلفة بناء الجدار تكفلت بها الحكومة الأمريكية مشدّدة على أن معلومات وصلتها بهذا الصدد. سياج مضاد للقنابل وقالت كارين أبو زيد خلال ندوة أقيمت بالجامعة الأمريكية بالقاهرة إن «السياج يبنى من الفولاذ القوي وقد صنع في الولاياتالمتحدة وتم اختبار مقاومته للقنابل؟ واصفة إياه بأنه «أكثر متانة من خط (بارليف) الذي بني على الضفة الشرقية لقناة السويس قبل حرب أكتوبر 1973» على حد تعبيرها. وحسب المعلومات التي أوردتها صحيفة «الشروق» المصرية مؤخرا فقد تم بناء مسافة 5 آلاف و400 متر، وتتمثل في صفائح من الحديد الصلب المعالج بطول 18 مترا وعرض 4 أمتار يتم دقها في الأرض لتشكل جدارا بسمك 50صم. ولم تستبعد مسؤولة الاغاثة في القطاع أن يكون الهدف من بنائه هو التمهيد لشن هجمة إسرائيلية مرتقبة على قطاع غزة. وذكرت أن عملية تشييده تأتي تنفيذا للاتفاق الأمني بين الحكومة الاسرائيلية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قبل مغادرته البيت الأبيض بساعات. وأبدت المسؤولة الدولية أسفها لاشتراك الحكومة المصرية في مثل هذه السيناريوهات التي وصفتها بأنها «سيئة السمعة ولا تخدم إلا إسرائيل» متوقعة أن يكون الانعكاس السلبي طويل المدى على الأمن القومي المصري كبيرا في حال شنت أي هجمات إسرائيلية على قطاع غزة» والتي لم تستبعد أن تكون قريبة حسب قولها. حفظ الأمن.. القومي؟ وعلى صعيد متصل قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية إن «مصر لديها مطلق الحرية في أن تفعل داخل أراضيها ما يؤمن سلامتها ولا يمكن أن يزعم ولا يحق لعربي مهما كان. وباسم أي قضية مهما كانت أن يقول لمصر افعلي هذا أو لا تفعلي ذاك على أراضيك خصوصا أن مصر مستعدة للمساعدة وبذل الجهد للدفاع عن الحقوق الفلسطينية» على حد زعمه. وأضاف الوزير المصري أنه «من هنا إذا ما طرحت مصر أي أفكار خاصة بوضع مجسمات أو قواعد للسيطرة على التهديدات الأمنية ضد أراضيها فهذا حقها.. عدا ذلك لا أرغب في تناول ما نفعله في هذه المنطقة في الوقت الحالي». وتابع قائلا: «المؤكد أننا لا نعتدي على أي طرف عربي.. هناك شيء اسمه الأمن القومي المصري ولا يجب أن تنتهك أراضي مصر ولا يمكن أن يزعم ولا يحق لأي عربي» أن يقول لمصر ماذا تفعل. وأضاف «دعونا نقنع الفلسطينيين بوضع حد لهذا الانقسام وهذا التشرذم والسعي إلى المصالح الضيقة والأمر المقيت الذي نراه في تصرفات الفلسطينيين في هذه المرحلة» على حدّ تعبيره.