2009 هذه السنة التي نستعد لتوديعها الى مثواها الأخير في مقبرة التاريخ، كيف نرثيها؟ وكيف نؤبنها؟ وهي التي ما كانت سنة مكافحة الارهاب والانحباس الحراري. ولا سنة تحرير الشعوب لا من الاستعمار ولا من الجوع ولا من الأوبئة . ولا سنة الأزمة العالمية المالية. ولا سنة تعايش الاديان وتلاقح الحضارات. لقد كانت سنة الخنازير في المعمورة بامتياز وبدون منازع. وهاهي تلفظ أنفاسها الاخيرة حاملة كل أغراض أنفلونزا الخنازير حيث كانت أيامها قيْئا وأسابيعها بلغما وأشهرها حمى. وكيف لا تكون سنة الخنازير وهي التي أرهبت العالم بمليارات سكانه بأنفلونزا هذا الحيوان الذي بات نجما عالميا بدون منازع وله عشاقه وأتباعه في المعمورة وتخشاه الدنيا قاطبة وتخشى أنفلونزاه كل الشعوب. لا جدال في أن 2009 هي سنة الخنازير ولاشيء غير الخنازير في نظر واعتقاد وقناعة عبد الله ذلك المزارع الفلاح الصغير الذي زرع بقولا جافة فأكلها الخنزير. وزرع خضرا فدمّرها الخنزير. وبذر حبوبا فأفسدها الخنزير. وغرس أشجارا فحطمها الخنزير. وما بقي منها قائما تقاسم ثماره مع الخنزير الذي اصبح شريكا له في ما يزرع على الشياع. وهو ما بات عُرْفا جاريا شائعا: «عبد الله يزرع والخنازير تأكل». سألت عبد الله عن أمانيه في السنة الجديدة فوجدت اعظم وأكبر أمنية لديه ان يرى يوما الى جانب اللجنة الوطنية لمراقبة انفلونزا الخنازير لجانا وطنية وأخرى جهوية وأخرى محلية لا لمراقبة أنفلونزا الخنازير وإنما لمقاومة الخنازير ذاتها. أما اقصى أمانيه وأعزها وأجلها عنده فهي ان يصدقه الجميع في أن الخنازير أخطر من أنفلونزاها وأن تقتنع الخنازير مما يجني ويحصد بالعشر سنة 2010.