أوضاع الشبيبة الآن لا تسرّ... مشاكل متراكمة على مكتب الهيئة المديرة... لاعبون في حالة استنفار وغضب يرغبون في مغادرة الفريق سواء من الذين انتهت عقودهم او مازالوا على ذمة الجمعية... بعض المسيرين يلوّحون بالاستقالة ويرغبون في عدم تجديد التجربة بعد ان اثقلت كاهلهم المشاكل وأهمها الصعوبات المادية لتغطية المصاريف... والبعض الآخر ممن اختاروا الفرجة من بعيد كان موقفهم سلبيا وهذه ورقة ضغط لتعجيز الهيئة... الواضح الآن ان الجميع أصبح يلعب على المكشوف بعد ان تجلت عديد الحقائق فالاختلاف وليس الخلاف موجود حول سياسة الجمعية، ولكن من يقدر على لمّ الشمل وتقريب الآراء والتوفيق بينها؟ ومن منطلق انه لا أحد يستطيع وضع يده على موضع الداء الا من يعاني منه فقد أجرت «الشروق» هذا الحوار مع رئيس الجمعية السيد الهذيلي فيّالة ليشرح الاوضاع ويحلل الاوجاع التي تعاني منها الشبيبة. * هل صحيح ان هنالك اختلافا في وجهات النظر بين اعضاء الهيئة سواء في تونس او القيروان حول سياسة العمل والخطوط العريضة وكذلك الاهداف المرسومة؟ هذا الموضوع كان مطروحا قبل موافقتي على تحمل مسؤولية رئاسة الشبيبة وقد أوليت هذه النقطة ما تستحقه من أهمية وتمكنت من لم ّ شمل جميع الاطراف والتوفيق بين مختلف ا لآراء سواء من المسؤولين القدامى او الجدد وتكونت الهيئة في كنف الانسجام والتضامن ولم يحدث أي سوء تفاهم هذا الموسم. * ولكن بماذا تفسّر العزوف عن رئاسة فرع كرة القدم مما اضطرك لتحمل هذه المسؤولية؟ رئاسة هذا الفرع اصبح يمثل هاجسا ان لم نقل كابوسا مرعبا نظرا للمشاكل التي تحيطه... الجميع في الهيئة رفضوا تحمل هذه المسؤولية فلم أجد أي حل سوى ان أتحمل بنفسي هذه المهمة وهو ما أثقل كاهلي بحكم تواجدي نصف الاسبوع في العاصمة، ومن جملة الصعوبات ايضا عدم ايجاد رئيس فرع لكرة السلة بعد انسحاب السيد منصف الشملي لاسباب صحية وبعد مجهودات جبارة تم الاتفاق مع السيد كمال الشملي... كما أن الحلول كانت منقوصة من ناحية الدعم المالي لأن الشبيبة تعول اولا على المنح القارة والمنح عن طريق الخواص ثم الاشهار والاستشهار خاصة وأن المداخيل متواضعة مقارنة بالمصاريف، وبحكم الاحتراف الذي يملي على الجمعية التعاقد مع كل اللاعبين بالنسبة لأكابر كرة القدم والاحتراف اللامعلن في كرة السلة وكذلك في كرة اليد فالهيئة مطالبة بتوفير 41 ألف دينار شهريا كمرتبات للاعبين والمدربين والعملة زيادة على شراء الأثاث والتنقل والاكل والاقامة والمداواة لذلك وجدنا صعوبة في تحقيق الموازنة بين المداخيل والمصاريف. * الى جانب العائق المادي الم تصطدموا بعراقيل من نوع آخر؟ العراقيل التي تلمح اليها ليست من النوع الخطير جدا... وطبيعي ان تجد بعض الاطراف التي تريد لسبب او لآخر عدم النجاح للجمعية بحكم تنافس الاطارات الفنية مثلا فتفكير من يعمل ومن لا يعمل في الجمعية ليس هو نفسه... كما ان عقلية بعض الاحباء يطغى عليهم الجانب العاطفي وهي نقطة سلبية تؤثر على عمل الهيئة التي تعمل اساسا على تكوين فريق يعول عليه في الحاضر والمستقبل مع التأكيد على الجانب الاخلاقي والسلوكي وفي درجة أخيرة يأتي التألق الرياضي وتربية الناشئة على حب الانتصار في نطاق المعقول... وقد ركزنا هذه السياسة واغلب الاحباء ساندوا هذه المبادئ ووافقوا على هذا التمشي وحققنا بفضل هذه السياسة المتوخاة نتائج ايجابية أكابر كرة اليد لعبوا ضمن مجموعة التتويج أكابر كرة السلة تنافسوا الى آخر لحظة من أجل الثنائي فريق كرة القدم لعب الى آخر الجولات من أجل الصعود وهو مترشح الى الدور النصف النهائي للكأس هذا مع نتائج مشرفة جدا لاصناف الشبان في الفروع الثلاثة... ورغم ذلك فنحن نطالب بمزيد العمل والاجتهاد أكثر وسنسعى لتحقيق ما هو أفضل وخاصة الصعود بفريق اكابر كرة القدم الى القسم الوطني (أ) باعتباره طلبا ملحا من جميع الاطراف. * لكن الهيئة أخطأت في بعض الاختيارات؟ العجز المالي والامكانيات المادية المتواضعة أملى علينا بعض الاختيارات التي لا أنكر لم تكن صائبة... السلبيات موجودة ونحن لا نتحمل المسؤولية لوحدنا لان الشبيبة غير قادرة على انتداب مدرب ب10 آلاف دينار في الشهر او انتداب لاعبين في مستوى رفيع خاصة وان أقل لاعب قادر على تقديم الاضافة يطلب ما بين 30 و50 ألف دينار لامضاء العقد... * إذن الهيئة تتحمل مسؤولية فشل الانتدابات في الموسم الماضي؟ ليست الهيئة فقط وانما كل احباء الشبيبة أخطأوا عندما طالبوا بفتح باب الانتدابات فأصبحت الجمعية قبلة لاشباه اللاعبين... وهو ما سيجعلنا نفكر مستقبلا في التعويل على أبناء الجمعية مع التركيز على التكوين القاعدي والعناية أكثر بأصناف الشباب لايجاد رصيد بشري متوازن من حيث الكم والكيف... وفي هذا الاطار يقوم مركز التكوين بدور ايجابي حيث ان أغلب المجموعة في صنف الاكابر من خريجي هذا المركز الى جانب احتضانه للاعبين ممتازين في صنفي الاصاغر والأداني (10 لاعبين في منتخبات أصناف الشبان) مع العلم وأن عمل المركز لا يتمثل في تكوين عدد هائل من اللاعبين بل التركيز على النخبة مع الأخذ بعين الاعتبار حاجيات فريق الاكابر. * تباينت الآراء حول المهمة التي جاء من اجلها المدرب الحبيب الماجري... فما هو رأيك؟ كهيئة انتدبنا الماجري للخروج بالفريق من مأزق النتائج السلبية في مرحلة الذهاب... لذلك فان مهمته كانت انقاذ الفريق فتم ذلك وبالعكس اصبحت الشبيبة قبل 3 جولات من نهاية الموسم تتنافس من أجل الصعود... المبدأ الذي اتفقنا حوله مع المدرب الحبيب الماجري هو تكوين فريق واللعب من أجل النتائج الايجابية. * وهل سيواصل الماجري الاشراف على حظوظ الفريق هذا الموسم؟ مبدئيا سيواصل الماجري الاشراف على حظوظ الفريق وسينطلق في التحضيرات يوم 22 جويلية الجاري وذلك برغبة من الاحباء والمسيرين وكذلك اللاعبين هنالك اجماع على توفير كل الظروف الملائمة ومنها الاستمرارية لضمان مسيرة موفقة وتحقيق الصعود لان حال الشبيبة لن يستقيم الا بتحقيق هذا الهدف... * حول هذه النقطة بالذات هل صحيح ان هنالك اختلاف في وجهات النظر بين أعضاء الهيئة المديرة؟ الاختلاف ان وجد فهو مفيد لان النقد البناء يساهم في الاصلاح والهيئة ترحب بكل رأي وجيه حتى وان كان يختلف عن موقف المجموعة... نحن نأخذ قرارا جماعيا في أي مسألة بعد تشاور ونقاش والكلمة الأخيرة للاغلبية... * وحول التفريط في بسام بن نصر... ما هو آخر قرار للهيئة؟ نحن بصدد دراسة عرضين جديدين: الاول من النجم الرياضي الساحلي والثاني من النادي الرياضي الصفاقسي... وبسام سيتحول في الموسم المقبل الى الفريق الذي سيقدم امتيازات مادية أفضل للشبيبة وللاعب. والقرار النهائي ستتخذه الهيئة بعد الجلسة العامة المقررة ليوم 22 جويلية. * علمت «الشروق» أنك أمضيت صكوكا بلغت قيمتها 100 ألف دينار وخزينة الجمعية مفلسة مما أوقعك في مواقف محرجة... فهل هذا صحيح؟ نعم امام الظروف المادية الصعبة التي تمر بها الجمعية وبعض الضغوطات أمضيت صكوكا لفض بعض المشاكل المتأكدة بلغت قيمتها 100 ألف دينار وهو ما جعلني وكذلك أمين المال نعيش مشاكل كبيرة وفترات صعبة الى أن تدخل الرئيس الشرفي السيد عزيز ميلاد الذي قام بتسوية البعض منها. * ماذا تقول قبل ايام قليلة من انعقاد الجلسة العامة؟ لابد من ايجاد حلول عاجلة للعائق المادي، ولا بد أن تتحمس جميع الاطراف لتمويل الجمعية والعمل اليد في اليد بدون مراوغات ووعود زائفة... لابد من وضع مصلحة الشبيبة فوق كل اعتبار ونبذ التكتلات.