تونس 2009 الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات، تمكنا من نظرة أولى على فهرسه من أن نلاحظ أن كاتبها جمع بين علوم شتى متصلة بالجهاز العصبي والحسي عند الانسان وبعلم النفس وبالبيولوجيا وما شابهها من العلوم الأخرى. والكتاب في خمسة فصول: فصل أول بعنوان «الاسس الطبيعية للتصرفات الانسانية»، وقد خاض في الطابع المادي... للانفعالات والظواهر النفسية والاحساس بما هو اضطراب جسدي وعضلي والرغبة الجنسية بما هي نوع من الاحساس بالالم وفي «الهيئة الحالية للاجسام البشرية باعتبارها حادثا ماديا عرضيا وصفة الحي والحياة بما هي فكرة انسانية وفي العلاقات المادية بين الاشياء المتشابهة وفي موضوع تصحيح النظرة حول الاساطير وفي ما تعكسه التعابير المجازية من بعض الحقائق المادية وفي أن الافعال الانسانية التي لها مقصد. وفي التفكير بما هو نوع من الالم الجسدي وفي العواطف بما هي ضغوط مادية وفي ان الاحلام تعكس حالة الغيم أثناء النوم وفي «غياب كل مردود مادي في العمل الانساني وبما يفيد العقل من شد وقبض وإمساك وفي الاشياء المجردة دون وجود. وانتهى الفصل بمقال مفاده أن الافكار العلمية تعبر عن بعض الاحوال الانسانية. الفصل الثاني تطرق الى اللغات الانسانية بما هي ترديد لبعض الاصوات الطبيعية الخالية من كل معنى فتحدث عن الطابع المادي للاصوات اللغوية وعن أصولها الطبيعية وعن دور الهيئة الجسدية في تعدد اللغات الانسانية وتعرض لقول الخليل بن أحمد في مخارج الاصوات والى الاصل الحقيقي للصوت وقدم شرحا للاصول الطبيعية للاصوات اللغوية... ولكثرة المواضيع التي تطرق اليها الفصل والمتصلة باللغات الانسانية والاصوات فإننا نكتفي بهذا القدر منها لأنه لا يمكن أن يتسع لها هذا التقديم ويمكن الرجوع اليها في متن الكتاب. الفصل الثالث خاض أساسا في الاحساس بما يثيره من حركات جسدية وعضلية وتطرق للطابع الآلي للتعبير عن الاحساس والى الاحساسات بما هي من جنس الاحساس للألم والى اللغة بما هي تعبير صوتي عن الاحساس والى غير ذلك من هذه المسائل المتصلة بالاحساس ثم تطرق الفصل بعد ذلك الى نقد النظريات الرمزية والباطنية واعتبر أن كل الكائنات الموجودة هي كائنات مادية وقال إن إنجاب الاولاد إفراز من جنس إفراز الدموع وتحدث في كثير من المواضيع المتصلة بالاجنة والمواليد الجدد وبالتكاثر والتناسل وبالطابع الآلي للتفكير عند الانسان وبماهية الاعتقاد في الآلهة وبالروابط الاجتماعية وبالعقل وبالنفس وبالروح وبالزمان وبالدماغ واستعرض «نظريات علمية تعبر عن الاوضاع الانسانية». الفصل الرابع بحث في ما سماه الكاتب «التجانس بين الظواهر الانسانية والظواهر الطبيعية» واستعراض في فروعه مسائل متصلة بهذا التجانس على غرار التشابه في الاسماء الذي قال إنه يعكس تجانسا ماديا وقدم حالات كثيرة من التجانس بين الطبيعة والانسان. الفصل الخامس والاخير اعتبر أن التاريخ والحضارة امتداد لعمل الطبيعة وتعرض الى الطابع الآلي للعمل الانساني واعتبر أن كل مظاهر حياة الانسان بحركاتها وسكناتها امتداد للطبيعة ومقلّده لعملها.