مرة أخرى نجح نادي الإعلام الرياضي بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار الذي يشرف عليه الأستاذ «الصادق التواتي» في خطف الأضواء وإدارة الرقاب اليه عبر استضافته لثلة من أبرز الوجوه الرياضية المعروفة والفاعلة في الشأن الرياضي كان آخرها هذا الأسبوع «نجوم الصفارة القدامى» وهم كل من هشام قيراط وتوفيق العجنقي وقبلهم رئيس اللجنة الفدرالية للتحكيم عبد السلام شمام، هذه الشخصيات التي مثلت فرصة غير مسبوقة للطلبة من أجل الخوض في مواضيع ذات حساسية وأهمية بالغة وخاصة تلك المتعلقة بواقع التحكيم وحملة التشكيك التي طالته في الفترة الأخيرة؟ وكل هذا إنعكس إيجابا على مداولات الجلسة التي كانت ثرية ومفيدة الأمر الذي جعلها تحظى بإستحسان الجميع. مداخلات قيمة وإستفادة حاصلة للطلبة في مستهل الجلسة تداول الضيفان على تقديم بعض القضايا والدروس التحكيمية للطلاب، ففي حين إبتدأ توفيق العجنقي مداخلته بإعطا ء الحاضرين بسطة عن تاريخ بداية كرة القدم داخل القاعات في تونس باعتبارها مولودا حديث العهد في بلادنا لم يتعد سنته الثالثة وتمكن من خلال مرافعته الثرية والرشيقة من إعطاء لمحة شاملة عن القوانين الأساسية لهذه اللعبة. وبين العجنقي أن الكرة الخماسية تتكون من 18 مادة قانونية كما أنها تختلف عن كرة القدم داخل الملاعب في مادة وحيدة وهي المادة 13 وذكر بأن هذه اللعبة رغم حداثتها فإنها خطت خطوات كبيرة في تونس مع بطئها نسبيا خاصة في هذا الموسم الذي تكونت فيه رابطة وطنية لهذه اللعبة بعدما تم إحداث أول بطولة وطنية الموسم الفارط. ويذكر بأن هذه اللعبة ممثلة ب 26 فريقا 14 منها في الرابطة الأولى وال 12 فريقا المتبقي في الرابطة الثانية كما يشرف حوالي 76 حكما على إدارة مباريات هاتين الرابطتين. من ناحية أخرى قدم هشام قيراط تحليلا مفصلا ومطولا حول المادة 12 من قانون «الفيفا» والمتعلقة بإرتكاب المخالفات المباشرة وغير المباشرة ضد المنافس، إضافة الى بعض مواد القانون الأخرى مثل حالات الوقوع في التسلل ووضعيات إحتساب ركلات الجزاء وكيفية اتخاذ القرارات الفنية والإدارية (الإنذارات والإقصاءات). ولاقت مداخلتا الضيفين إستحسان الطلبة الذين أعربوا عن الإستفادة التي حصلت لهم وخصوصا أن المداخلتين كانتا مدعمتين بآلة عرض فيديو أو ما يعرف ب «Retroprojecteur» . قيراط: لست على خلاف مع الدعمي ولكن لكل طريقته في التفكير في سؤال لأحد الطلبة عن الوضعية المتأزمة التي يعيشها هشام قيراط في علاقته مع زميله السابق مراد الدعمي أجاب بديبلوماسية كبيرة قائلا «لست علىخلاف مع مراد الدعمي ولكن لكل منا نهجه في هذه الحياة وطريقته في التفكير الذي تميزه عن الآخر.» ومن ناحية ثانية أكد على أن العلاقة المتوترة بين الحكام والجماهير سببها الرئيسي مسؤولو الأندية الذين يساهمون بشكل أو بآخر في حقن جماهيرهم بجرعات الغضب والهيجان والتعصب عبر تصريحاتهم النارية وغير المسؤولة مضيفا في الإطار ذاته بأن هؤلاء المسؤولين ينتظرون حصة «المافيولا» وكأنها مباراة جديدة على الهواء على حد تعبير قيراط. كما لم يخف تذمره من الحملة التي يشنها البعض للمس من صورة وسمعة هشام قيراط والإتهامات الموجهة له كونه محسوب على بعض الفرق دون أخرى وقال في هذا السياق «لا أخاف أحدا والحمد لله سمعتي محفوظة والجميع يعرف من هو هشام قيراط لذلك أثق بنفسي كثيرا ولا أعير إهتماما كبيرا لما يقال.» وحول موضوع مغادرته لبرنامج «الأحد الرياضي» تحفظ قيراط حول هذا الطرح معللا ذلك بكونه مرتبط بعقد عمل مع مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية وأن الحديث في هذا الموضوع أمر سابق لأوانه. العجنقي: شمام رجل حيادي بكيفية غريبة!!! في إطار تناوله للموضوع الذي شغل الساحة الرياضية في الآونة الأخيرة ألا وهو الإستقالة المرتقبة لرئيس اللجنة الفدرالية للتحكيم عبد السلام شمام، أعرب العجنقي عن أسفه الشديد لهذه الحملة الضغينة التي يشنها البعض على شمام مؤكدا على السجل الناصع لرجل التحكيم الأول بالرغم من نداءات التشكيك التي تطالب بإقالته في أقرب الآجال وذكر بأنه من أكثر الأشخاص قربا ومعرفة بشخص عبد السلام شمام الذي يعتبره «النموذج الأكثر حيادية» من جملة الأشخاص الذين تعامل معهم. وفي اطار متصل أكد العجنقي بوصفه رئيس اللجنة الوطنية لرياضة كرة القدم داخل القاعات أن مستقبل هذه الرياضة في بلادنا يعد بالكثير شرط توفر الماديات اللازمة لتذليل بعض الصعوبات المتعلقة بإنشاء القاعات الخاصة بلعبة «الخماسية» مشيرا الى الخطوات العملاقة التي حققها القطر الليبي الشقيق في هذه الرياضة آملا السير على خطاه لتحقيق نتائج مميزة في المستقبل. وختامها مسك... وفي ختام الجلسة أعرب الضيفان عن سعادتهما بهذه الدعوة آملين حصول الاستفادة للجميع، كما عبرا عن إعجابهما بالمستوى والزاد المعرفي الرفيع للطلبة من خلال تدخلاتهم الرشيقة والجدية التي نم عن دراية كبيرة بواقع الميدان الرياضي في تونس وفي حين أثنى الطلبة من خلال إلقائهم لكلمة الشكر للضيوف على الحصة معتبرين إياها من أفضل الحصص التي إحتضنها نادي الإعلام الرياضي منذ إنبعاثه قبل 4 سنوات، كما أنها من أكثر الإستضافات ثراءا وإستفادة على جميع المستويات متمنين تكرار هذه اللقاءات في المناسبات القادمة.