في إطار الحدّ من ارتفاع نسبة السكري ببلادنا ومساعدة المرضى على تجاوز الانعكاسات السلبية الناجمة عنه كفقدان البصر وبتر الساق أعدّ المعهد الوطني للتغذية دليلا للتعايش معه يتضمّن القواعد اللازمة. ويهدف هذا الدليل الى تمكين الاشخاص المعنيين بالسكّري نوع 1 أو السكّري نوع 2 من معلومات وتوصيات عملية لمساعدتهم على التعايش السليم مع السكري. ويؤكّد الدليل على أن علاج السكري بالتغذية المتوازنة والأدوية (أقراص أو الأنسولين) لا يكون ناجعا الا إذا تكفّل الشخص المتعايش مع السكّري برعاية صحّته بنفسه وكان الشريك الفاعل مع الطبيب في التعامل مع مرضه. وتتمثل القاعدة الاولى في المحافظة على نظام غذائي متوازن كمّا ونوعا وذلك بالحفاظ على أوقات منتظمة للأكل تتماشى مع الدواء (حقن الانسولين خاصة) وتوزيع كميات السكّر على مختلف الوجبات اليومية الاساسية (فطور الصباح، غذاء، عشاء) وكذلك اللمجات الاضافية عند الاقتضاء الى جانب التخفيض في نسبة الدهون في الأكل (زيت، زبدة، شحوم) واجتناب القلي والمقليات واختيار الاغذية ذات الهضم البطيء وذات المؤشّر «القليسيمي» المنخفض أو المتوسّط مثل الحبوب والخضر والخبز الكامل والبقول الجافّة والتأكيد على الاكثار من شرب الماء. وتماشيا مع المنظّمة العالمية للصحّة وتأكيدها على القيام بالنشاط البدني لمدّة نصف ساعة يوميا على الأقلّ تؤكّد القاعدة الثانية للدليل على ممارسة النشاط البدني بانتظام لأنه يساهم في تعديل نسبة السكر في الدّم ويحسّن فاعلية الانسولين لدى الاشخاص المتعايشين مع السكري نوع 2 والتخفيض في نسبة الدهنيات في الدم والوقاية او التقليص من السمنة وتحسين نوعية النوم أو التقليص من التوتّر. وتتمثل القاعدة الأهمّ في عدم التدخين والاقلاع عنه لأنه يضاعف من مخاطر حدوث أمراض القلب والشرايين مقارنة بالمتعايش مع السكّري الذي لا يدخّن. ومن القواعد المزمع أتباعها أيضا الاعتناء بنظافة وصحّة الفم والاسنان بعد كل وجبة أو على الأقل مرّتين في اليوم (صباحا ومساء) والاسراع في معالجة الاسنان واللثة عند الاقتضاء. وينصح الدليل أيضا بالحفاظ على المواعيد الطبية والقيام بالكشوفات التي يطلبها الطبيب كالتحاليل المخبرية والكشوفات على القلب والعينين والأسنان والكلى مع الحرص على المراقبة المنتظمة لنسبة السكر في الدم باستعمال جهاز للمراقبة الذاتية خاصة بالنسبة للاشخاص الذين يستعملون الأنسولين. علاج وتناول الدليل علاج السكري نوع 1 و2 والعلاج بالأنسولين مع كيفية حقنها والتحذير من هبوط مستوى السكّر في الدم. ومن أهم علاماته تصبّب العرق البارد والشعور بالاعياء الشديد والاحساس بالجوع المفرط وظهور رعشة وفي بعض الحالات يمكن للشخص المصاب أن يفقد وعيه عند حدوث هبوط حاد لمستوى السكّر في الدم. ولانقاذ المصاب يجب تناول السكريات سريعة الامتصاص مثل سكّر الطوابع أو المرحي، قازوز، عصير غلال معلّب وعسل. ويحتوي الدليل أيضا على بعض الملاحق التي تتضمّن المؤشر القليسيمي لبعض المواد الغذائية والمعادلات الغذائية للسكريات.