سنة بأكملها مرت و الشاب محمد الفهري من صفاقس ينتظر حصوله على رخصة سياقة تونسية تعوض رخصته الأجنبية .. عام بأيامه ولياليه وهو ينتظر «شهادة وطنية» تؤهله الى العمل في إحدى المؤسسات ليضمن رزقه ورزق زوجته وإبنه المنتظر.. انتظر كل هذه المدة ، ولما عيل صبره اتجه إلينا لنبلغ صوته للمعنيين بالأمر علهم يحركون العجلات المتعطلة لبعض المصالح الإدارية .. قصة هذا الشاب تبدأ بعودته من أرض المهجر بعد 11 عاما من العمل بإيطاليا كسائق نقل بشركات كبرى عابرة للقارات ، برخصة سياقته الأجنبية التي تؤهله الى قيادة أفخم وأكبر وسائل النقل دار كل أوروبا دون استثناء ، والطرقات الأوروبية تعرف مليا الشاب التونسي محمد الفهري الذي نقل كل أنواع السلع بتفان و شهاداته ووثائقه تؤكد نجاحه في مهامه . بعد 11 عاما من العمل بأوروبا ، قرر الشاب العودة إلى أرض البلاد، والشهادة العلمية الوحيدة أو المهنة الوحيدة التي يتقنها هي السياقة، فتقدم يوم 29 جانفي إلى الوكالة الفنية للنقل البري ممثلة في الإدارة الجهوية بصفاقس بمطلب لتعويض رخصته الأجنبية إلى رخصة تونسية، قوبل مطلبه بالقبول لدى المصالح المعنية، لكنه إلى اليوم ينتظر الرخصة التونسية ليتمكن من كسر حاجز البطالة و يقتحم سوق الشغل .. هو ينتظر، كما تنتظر زوجته مولودا قد يرى النور في هذين اليومين، لكن إبنه قد يولد ربما حتى قبل نشر هذا المقال، لكن الرخصة التونسية مازالت على الرفوف لم تر النور بعد، لذلك اتجه الشاب محمد إلينا ليروي تفاصيل معاناته بأسلوب فيه من الحس الوطني الكثير، هو ينتظر رخصته ليطلق البطالة ويبحث عن عمل ينهي به تفاصيل الروتين الإداري الذي صم أذنيه أمام معاناته وحاجته و قلة ذات اليد.. فهل من تدخل عاجل لهذا الشاب و غيره من الشبان لينطلقوا في سوق الشغل بما توفرت لديهم من مهارات ووثائق ؟