في لقائه الشهري استضاف نادي محاورات في دار الثقافة ابن رشيق ظهر الخميس 17 ديسمبر المسرحي والسينمائي منصف ذويب في حوار حول تجربته المسرحية والسينمائية وقد كان الحوار الذي تواصل لساعتين شاملا تطرق فيه ذويب الى عديد الشواغل منها التلفزة وقاعات السينما والدعم المسرحي والسينمائي ومشكلة التوزيع والدعاية والجمهور. ذويب اعتبر نفسه مسرحيا خارجا على السرب أو بتعبيره «فلاق» اذ قال انه من العيب بعد ثلاثين عاما بل أكثر من الممارسة المسرحية ان يرهن عمله المسرحي بالدعم فقط لذلك اختار ان يقدم الوان مان شو لانه فن بسيط وقليل التكلفة ويمكن ان يقدم في اي فضاء وفي اي مكان حتى فوق السطوح وقال ان تجربته مع وجيهة الجندوبي في «مدام كنزة» او تجربته السابقة مع لمين النهدي أثبتت له ان الجمهور هو المقياس الوحيد للنجاح وهو رأس المال الوحيد لذلك يقول ذويب انه يرفض الدعم والاشهار ولا يعول الا على الشباك وذكر ان مسرحية «مدام كنزة» شاهدها الى حد الآن حوالي 100 الف متفرج دفعوا تذاكرهم بين تونس وباريس وقد استغرب حتى صاحب القاعة الفرنسي من كثافة الجمهور رغم غياب الدعاية التي اعتمد فيها ذويب «التليفون العربي» كما قال حسب شعار «اللي عندو حد في باريس يقولو» وهذا الشعار كان حيلة التجأ اليها لانعدام الامكانيات المالية لتنظيم حملة دعائية في فرنسا وقد كانت هذه الطريقة ناجحة جدا. السينما ماتت بمرارة كبيرة تحدث ذويب عن السينما التونسية التي قال انها ماتت سواء على مستوى الانتاج او التوزيع وأعلن موت سينما المؤلف التي انطلقت بقوة في الثمانينات عندما أسس مع لمين النهدي وأحمد بهاء الدين عطية شركة سيني تلي فيلم وقدموا من خلالها أعمالا كثيرة ولكن اليوم انتهت السينما رغم كل المنشطات التي تمنح لها من حين الى آخر واعتبر ان المسؤولية مشتركة وخاصة مسؤولية اصحاب القاعات الذين كانوا يتحيلون على الدولة والجمهور واعتبر ان دعم التوزيع السينمائي كان اكبر كارثة لأن اصحاب القاعات جمعوا المنح لحسابهم الخاص ولم يفعلوا شيئا للقاعات لذلك من الطبيعي ان تموت. وتساءل بمرارة كيف لا يقدم في مسيرته السينمائية الا شريطين فقط من جملة 20 سيناريو كتبها ومن المفارقات التي عاشقها مؤخرا رفض لجنة الدعم السينمائي لمشروعه بحجة ضعف البناء الدرامي في الوقت الذي كان فيه في برشلونة للإشراف على ورشة سيناريو! وذكر ذويب انه خسر 200 الف دينار بسبب القراصنة في شريطه الأخير «التلفزة جاية» اذ كان هناك 70 الف محل يبيع شريطه بدينار ولم يتقاض مليما واحدا مقابل ذلك ! وانتهى الى القول بأنه علينا الاقرار بأن التجربة السينمائية لعشريتي الثمانينات والتسعينات هي تجربة وهمية وغير حقيقية. وطالب القنوات التلفزية العامة والخاصة على العمل من أجل انتاج اشرطة تلفزية لأنه المنقذ الوحيد. التلفزة والمشاكل لخص ذويب علاقته بالتلفزة بأنها سلسلة من المشاكل بدأت بأول مشروع وهو «ولد الناس» الذي تأخر انتاجه بعامين بسبب الاعتصام الذي نظمته نقابة التلفزة آنذاك ضده باعتباره دخيلا على التلفزة ! وقد تأخر انجاز المشروع لسنتين واعتبر ان التلفزة عاقبته على نجاحه في «يا مسهرني» اذ غرمته ب 25 الف دينار بسبب التأخير في تسليم الحلقات دون اعتبار تأخرها في دفع مستحقاته لثلاثة اشهر ! أما شريط «طلاق انشاء» فقد حجزت ادارة التلفزة حتى الجائزتين اللتين تحصل عليهما في القاهرة واعتبر ذويب ان الانتاج التلفزي في تونس بشكل عام فيه سرقات في مستوى الانتاج لأن التكاليف فيها تضخيم ولا بد من الضغط على التكلفة حتى يتطور معدل الانتاج وعبر ذويب عن عدم رغبته في التعامل مع التلفزة مستقبلا لكل هذه الاعتبارات وقد اعتذر مؤخرا عن تقديم مسلسل في ثلاثين حلقة.