تونس (الشروق) محسن عبد الرحمان: تحت عنوان «اللّي عندو أشكون في باريس يقلّو» يواصل المخرج منصف ذويب حملته الدعائية لدورة عروض «مدام كنزة» التي سيقدمها على مسرح «ديجازي» في باريس من 20 الى 28 نوفمبر الجاري. ورغم انشغال الشارع الثقافي في تونس بتظاهرة أيام قرطاج المسرحية التي ستنتظم من 11 الى 22 نوفمبر 2009، لم يتردد ذويب في تكثيف الحملة في شوارع العاصمة من أجل إنجاح عروض مسرحيته في باريس. كما أقدم على برمجة عرض خاص للمسرحية في قاعة سينما الكوليزي في عمق سير أيام قرطاج المسرحية، أي في اليوم الثالث منها: 13 نوفمبر 2009. هل هو تحدّ من ذويب لأيام قرطاج المسرحية ومسرح الدولة عموما، أم أن المسرح في تونس بلغ من النضج ما يجعله قادرا على الاستغناء عن دعم الدولة والتعويل على الذات؟! رقم قياسي إن اللافت فيما يقوم به ذويب هذه الايام ليس في تحدي أيام قرطاج المسرحية والمسرحيين عموما، وإنما في السابقة التي سيقوم بها في تاريخ المسرح التونسي وهي تقديم ثمانية عروض متتالية من نفس المسرحية (مدام كنزة) على مسرح في باريس، إذ لم يسبق أن قدم مسرحي تونسي مثل هذا العدد من العروض من نفس المسرحية في مسرح خارج البلاد. ويؤكد ذويب أن آخر سابقة كانت مع فاضل الجعايبي حين قدم ثلاثة عروض متتالية لمسرحيته «خمسون» على مسرح «الأوديون» في باريس. ويعترف المخرج أن ما يقوم به مجازفة يمكن أن تكلفه خسائر مالية فادحة، إلا أن المسرحي في نظره لابد أن يكبر كذلك وينضج حتى يصبح قادرا، ليس على الابداع دون دعم الدولة فحسب، وإنما في تسويق هذا الابداع داخل البلاد وخارجها بالخصوص. ويرى ذويب أن هذه التجربة التي يقوم بها، ستكون مفيدة لكل المسرحيين في تونس، مشيرا الى أن كل التجارب السابقة التي قدم خلالها مسرحيون عروضا بالخارج كانت رهينة المناسبات ورغبة المنظمين من مسؤولي المنظمات والوداديات. «اللّي عندو أشكون يقلّو» ويبدو ذويب في حديثه عن دورة العروض التي سيقدمها في باريس، متفائلا، وذلك لإيمانه الكبير بالحملة الدعائية التي يقوم بها من أجل إنجاح الدورة، والتي تبدو بدورها غير مألوفة، إذ تجري الحملة في تونس في حين ستقدم العروض في باريس. وعن هذا الشكل الدعائي الذي حمل شعار أو عنوان «اللّي عندو أشكون في باريس يقلّو»، قال ذويب أن المبدع يجب أن يكون مبدعا في فنه، وفي تسويق فنه كذلك، مشيرا الى أن أغلب المسرحيين في تونس والفنانين عموما، شأنهم شأن العاملين في مجال الاشهار، تنقصهم الافكار. فهم غالبا ما يقدمون الطرق والاساليب الكلاسيكية في تسويق إنتاجاتهم، وهذا عائد بالاساس الى عقلية التواكل والاعتماد على دعم الدولة. «اللّي عندو أشكون في باريس يقلّو» هي في رأي ذويب دعوة لكل التونسيين في الداخل لاعلام أقربائهم في باريس بعروض مسرحية «مدام كنزة» بينهم. ويؤكد ذويب أن هذه الطريقة كانت ناجحة في العروض الاولى لمسرحية «مدام كنزة» في فرنسا. كما يود نهجها حتى في رحلته القادمة الى أوروبا (مرسيليا ليون ايطاليا زوريخ) ودبي في الامارات العربية المتحدة.