احتلت القوات الايرانية بئرا نفطية داخل الأراضي العراقية مدعية في ذات الوقت ملكيتها لحقل «الفكّة» النفطي، فيما نفت بغداد تأثر صناعتها النفطية عقب الحادثة التي أدّت الى ارتفاع في أسعار النفط في العالم. وأكدت مصادر عراقية رسمية وشهود عيان تواصل سيطرة وحدة ايرانية على حقل «الفكة». ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن قائد القوات الايرانية زعمه وجود عناصر الجيش الايراني داخل أراضي بلاده وأن حقل «الفكة» يعود الى طهران. حل دبلوماسي من جانبه، أ علن المتحدث باسم السفارة الايرانية في العراق أمس عزم طهران على إيجاد حل دبلوماسي للنزاع الدائر بين بلاده وبغداد بشأن سيطرة القوات الايرانية على بئر نفطية داخل العراق. وسيطرت مساء أول أمس عناصر من الجيش الايراني على حقل «الفكة» النفطي «رقم 4» الذي يمثل جزءا من ثلاثة حقول يقدّر مخزونها ب1.55 مليون برميل في محافظة ميسان التي تبعد 365 كيلومترا عن العاصمة بغداد. ونقلت جريدة «الحياة» اللندنية عن السفير الايراني حسن كاظمي إبلاغه الجانب العراقي بأن لجنة مشتركة تضم مسؤولين نفطيين وعسكريين من البلدين مسؤولة عن تسوية مثل هذه المشاكل. احتلال مستمرّ من جهته، أكد وكيل وزارة الخارجية العراقية محمود الحاج حمود مواصلة وحدة ايرانية تضم قوة عسكرية وفنيين الى حد مساء أمس السيطرة على بئر نفطي يقع في حقل «الفكة» شرق مدينة العمارة. وأشار حمود الى أن احتلال البئر رقم 4 من قبل نحو عشرة ايرانيين، استمرّ السبت (أمس) على الرغم من احتجاجاتنا. وقال: «لقد اجتمعنا الجمعة (أول أمس) مع السفير الايراني في بغداد لإبلاغه بأن هذا الهجوم غير مقبول، كما أبلغت سفارتنا في طهران وزارة خارجيتهم طلبا لسحب قواتهم، لكنهم لم يفعلوا حتى الآن». وأردف: «أنها المرة الأولى التي يحدث مثل هذا الأمر، سابقا كان الايرانيون يمنعون فنيينا من العمل في هذه البئر التي اكتشفت عام 1974، من خلال اطلاق الرصاص باتجاههم، ولكنهم لم يحتلوه أبدا من قبل». ويأتي الحادث قبل شهر واحد من بدء عمل لجنة ايرانية عراقية ترسيم الحدود البرية والبحرية في شط العرب مع إيران. وعقد مسؤولون عراقيون اجتماعا أمنيا مساء أول أمس عقب الحادث اتهموا فيه طهران بانتهاك السيادة العراقية وطالبوا بانسحاب الجنود الايرانيين على الفور. بدوره، نفى علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية تأثر الصناعة النفطية في العراق بالواقعة مستبعدا صحة التقارير التي تحدثت عن تدهور الصناعة النفطية عقب ارتفاع أسعار النفط في العالم. وينتج حقل «الفكة» حاليا نحو 10 آلاف برميل يوميا وهو حقل صغير حسب المعايير العراقية، بيد أن تطوير الحقل يعدّ جزءا من خطة رسمية لزيادة قدرة البلاد الانتاجية الى أكثر من 4 أمثالها لتصل الى 12 مليون برميل يوميا خلال 6 أو 7 أعوام.