أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي أن احتلال إيران لحقل الفكّة النفطي الجنوبي عدوان سافر لا يمكن السكوت عليه فيما حذر الحزب الاسلامي العراقي من أن الخروقات الايرانية قد تعيد العداوة والاحتراب بين البلدين. وقال الهاشمي في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي أمس إن «ما تعرض له حقل الفكّة النفطي يؤكد من جديد مطامع إيران في الاراضي العراقية وفي ثروات العراق» ووصف الامر بأنه «عدوان سافر على السيادة العراقية لا يمكن السكوت عليه على الاطلاق» داعيا الحكومة الايرانية الى سحب قواتها الى داخل حدود بلادها فورا. ولفت الهاشمي الى أن انسحاب القوات الايرانية الى سواتر ترابية محيطة بالبئر النفطية وإنزال العلم الايراني من فوق برجها لا يكفي، داعيا الى عدم تعليق هذا الموضوع على خلفية مزاعم كاذبة تدعي أن هذه البئر متنازع عليها». وقال الهاشمي إن التصرف الايراني «أثار مشاعر العراقيين جميعا خصوصا في منطقة الفرات الاوسط وفي الجنوب» مشيدا بمواقف العراقيين وخصوصا عشائر الجنوب قائلا: «لقد أشعل العدوان على الفكّة اليوم الروح الوطنية عند العراقيين». وشدّد الهاشمي على أن الخطر الحقيقي على العراق خارجي وليس داخليا، مؤكدا أن بلده «ليس ضعيفا ولن يقبل أن يساوم على سيادته وعلى أرضه ومصالحه أحد، وإذا كان وضع العراق اليوم حرجا وصعبا فإنه سيتعافى، والعراقيون سيعالجون جراحاتهم وسيصطفّون ويتوحّدون خلف راية المشروع الوطني. وفي السياق ذاته اعتبر الحزب الاسلامي العراقي الخروقات الايرانية لحدود العراق وتدخلها في الشأن العراقي «عملا استفزازيا» لا يخدم مصالح أحد، لافتا الى أن من شأن هذه الممارسات إعادة الامور الى «مربع العداوة والاحتراب» في إشارة الى الحرب العراقية الايرانية التي استمرت 8 سنوات. وقال أمين عام الحزب الاسلامي أسامة التكريتي في بيان إن «احتلال إيران للبئر 4 بحقل الفكّة النفطي يمثل عملا استفزازيا، مبديا استغرابه من هذا الموقف في وقت كان الجميع يأمل فيه بناء علاقات إيجابية مع دول الجوار ومن ضمنها إيران». ورفض التكريتي أي تدخل في الشأن العراقي من أي دولة كانت، مشددا على أن هذه الممارسات ستعيدنا الى مربع العداوة والاحتراب والتناحر مع الآخر». وقد تظاهر مئات المحامين والمواطنين العراقيين في محافظة كربلاء أمس للتنديد بتوغل القوات الايرانية واحتلال البئر النفطية رقم 4 التابع لحقل الفكّة، ودعوا الى تحرّك الحكومة الفوري للتصدي للاحتلال الايراني. وفي الجانب الايراني قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهما نبراست أمس إن الجدل القائم حول حقل الفكّة النفطي هو سوء تفاهم لابد من حلّه عبرمراجعة الحدود بين العراق وإيران. وقال مهما نبراست إن مراجعة الحدود بين البلدين بناء على اتفاقية الجزائر التي وقعت عام 1975 أمر ضروري مع الأخذ في الاعتبار التغيّرات التي نجمت عن حرب استمرت 8 سنوات بين البلدين، فضلا عن تأثيرات الطبيعة، حسب قوله.