اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» بناء مصر جدارا فولاذيا على الحدود مع غزة اعلان حرب جديدة على المقاومة الفلسطينية والقطاع مؤكدة أنه يفرض سياسة العقاب الجماعي على أهالي غزّة. ونقلت فضائية «القدس» عن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل قوله إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال محاصرة قطاع غزة أكثر مما هو محاصر وان حركته ترى في بنائه حربا جديدة على المقاومة وعلى غزة. واستشهد مشعل بتصريحات مفوضة «الأونروا» كارين أبوزيد التي وصفت «الجدار الفولاذي» بالاخطر من خط «بارليف»، مضيفا ان انتصار المقاومة لم يرق لمن راهن على انكسارها. وكشف ذات المتحدث عن رغبة في زيادة تضييق الخناق على المقاومة التي صمدت أمام الاحتلال. وأردف ان المقاومة الفلسطينية وعلى الرغم من كل المؤامرات الداخلية والخارجية فهي عصية على الاجتثاث وستبقى بإذن ا&. احتمال حرب جديدة بدوره، أضاف النائب الاول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد بحر امس ان اقامة الجدار يعطي انطباعا بالغ السلبية حول احتمال شن حرب جديدة ضد قطاع غزة. ورأى بحر ان الجدار الفولاذي بمثابة فرض لسياسة العقاب الجماعي على سكان القطاع. وقال في هذا السياق: «إن الجدار يهدف الى قطع شرايين الحياة التي تزود أبناء القطاع بالغذاء والدواء والاحتياجات الانسانية نتيجة الحصار الجائر وبالتالي فلا يمكن القبول به لأنه سيؤدي الى تجويع مليون ونصف مليون فلسطيني وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة وسيشكل فرضا لسياسة العقاب الجماعي عليهم. وفي ردّه على التصريحات التي ربطت بين الشروع في بناء الجدار وموقف «حماس» الرافض التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، قال القيادي الحمساوي إن المصالحة الحقيقية لا يمكن ان تفرض بالقوة ولا من خلال الشروط الظالمة ولا عبر الحصار وسياسة الموت البطيء ولا من خلال جدار فولاذي مصبوب. واعتبر ان عزم القاهرة على بناء الجدار يتناقض كليا مع الموقف المشرّف للرئيس المصري حسني مبارك الذي أكّد علنا أنه لن يسمح أبدا بتجويع الشعب الفلسطيني. ودعا الى فتح معبر رفح الحدودي بشكل فوري ودائم وانهاء الحصار المفروض على سكان القطاع. استنكار فصائل المقاومة من جهتها، عبّرت العديد من فصائل المقاومة الفلسطينية عن استنكارها الشديد من القرار المصري بتشييد جدار فولاذي على الشريط الحدودي مع قطاع غزة. وشددت التنظيمات التي من بينها «ألوية الناصر صلاح الدين» و«الجبهة الشعبية القيادة العامة»و«حركة الاحرار الفلسطينية» و«طلائع التحرير قوات الصاعقة» ان الخطوة تعدّ مؤشرا خطيرا باعتبارها تتزامن مع تصعيد في الخطاب السياسي والتهديد الصهيوني الذي يستهدف الصمود الفلسطيني والاصرار على التمسك بالحقوق والثوابت. وأضافت ان الشعب الفلسطيني كان يتوقع خطوة «جريئة» بفتح المعابر وكسر الحصار، وليست هذه الحملة المحمومة التي تستهدف ما تبقى من شرايين الحياة التي تمد شعبنا بالمواد الغذائية الاساسية والأدوات الضرورية اللازمة والوقود لتشغيل المولدات وحركة المركبات.