رنا بركات هي خريجة المعهد العالي للدراسات المسرحية بسوريا وواصلت دراستها باحدى الجامعات الفرنسية ختمتها بالحصول على الماجستير في اختصاص صناعة ثقافية الآن هي موظفة بوزارة الثقافة السورية وأمينة تحرير مجلة «مشارف» الصادرة عن هذه الوزارة التقتها «الشروق» في حمام سوسة من خلال مشاركتها في الملتقى العربي الثامن لمسرح الطفل كمساعدة مخرج لعمل مسرحي يتبع فرقة حماه للمسرح بسوريا فكان هذا الحوار الذي عكس عمق ثقافتها وشمولية رؤيتها وهذه التفاصيل : من المسرح الى الصناعة الثقافية أي واقع فعلي يربط هذين الاختصاصين؟ تفعيل الصناعة الثقافية أمر مرتبط بعدة ظروف ورهين عدة دعائم تحفزها عقلية متكاملة فما زلنا في عالمنا العربي نمارس الفن بعقلية استهلاكية ولازال المسرح غير احترافي بأتم معنى الكلمة لاختلاط وازدواج الأدوار. أي دور مازال المسرح يلعبه في واقعنا العربي؟ للأسف لا يوجد أي دور لأننا لازلنا نعتمد على التجريب وخرقنا كل المراحل في وقت تشبعت فيه اوروبا بالمدرسة الكلاسيكية ثم انتقلت الى التجريبية بينما اعتمدنا نحن العكس وأصبحنا نرى في نفس المسرحية شخصا واحدا هو المؤلف والمخرج والسينغراف وكل شيء فجل الأعمال الدرامية غير قادرة على الدخول الى زمن المتفرج وتعرف بهمومه وشواغله الحقيقية فلا توجد اي مبررات درامية. اذن تعتقدين أن هناك أزمة في المسرح العربي؟ نعم، ومن يخالف ذلك الاعتقاد يعيش وهما وأين تكمن هذه الأزمة بالتحديد؟ لا يوجد تقسيم حقيقي للعمل فالعمل المسرحي لا يتحمل ازدواجية في الأدوار اضافة انه يتطلب النضج اللازم للتحضير فهل يعقل ان تحضر مسرحية في شهر. عدم مسايرة تطور الفن الرابع تطور الدراما التلفزية السورية ألا يعد ذلك تناقضا؟ هذا راجع لخصوصيات الاختصاصيين فالعمل التلفزي مخالف للعمل المسرحي، والمردود المالي هو السبب مما جعل الممثل يفضل التلفزة على المسرح. أي انتظارات تحملينها أو تعلقينها على هذا الملتقى العربي لمسرح الطفل ؟ هي نفس الانتظارات التي أرجوها من مسرح الكهل فنحن في سوريا ليس لنا مسرح مدرسي بمنهجية علمية صحيحة رغبة الأطفال للمسرح مازالت رغبة فضول، وجئت لتونس لاكتشف التجربة التونسية في مسرح الطفل واتطلع الى تفاعل ورغبات الأطفال هنا. أين ترين مقومات نجاح مسرح الطفل ؟ في توزيع الاختصاصات بشكل صحيح والاعتماد على مختصين نفسيين والتنبه لبعض الاسقاطات والمشاهد التي قد تأثر سلبا في الطفل وتجريد مسرح الطفل من الأبعاد السياسية. اذن أنت ضد بعض التجارب الفلسطينية في مسرح الطفل؟ نعم، لأن الطفل الفلسطيني في حاجة الى جرعة حنان ولا مشاهد تعذيب او قتل او دم .. الطفل عموما في حاجة الى مواضيع تحرك خياله. لكن في حاجة الى أن يعرف أجوبة حول ما يحدث في وطنه من استعمار وانتهاك ولو بلغة مبسطة؟ نترك تلك الاجابات لتأويلاته الخاصة فالطفل اذكى مما نتصور قادر على تحليل الأشياء بطريقته، ولا مجال لاشعاره بالخوف ... تشرفين على تحرير مجلة صادرة عن وزارة الثقافة هل يمكن اعتبارها مجلة حكومية؟ (تبتسم) دعني أفكر .. (تضحك) لا هي مجلة ثقافية بحكم المشرفين عليها رجال ثقافة تتضمن مواضيع فنية وثقافية وهي حكومية من الناحية الادارية فقط من ناحية التمويل وغير ذلك بها كل مواصفات حرية التعبير دون قيود ما لم تخل باخلاقيات المهنة. أي علاقة تربط الفنان السوري بالصحافة؟ اذا مدحته الصحافة يسعد واذا نقدته يذمها فالفنان السوري لا يهمه الا نفسه ولا أعمم ذلك. أي انطباع تحملينه عن المجتمع التونسي؟ انطباع ايجابي فنحن نتقارب والحقيقة اني انبهرت بالنظافة بحمام سوسة فدعني اشكر البلدية على ذلك، واني فعلا احسدكم على هذه النظافة.