كنا دائما من منطلق إيماننا بحرية التعبير وضرورة تعدد مصادره أكثر الناس دفاعا عن كل مولود جديد يثري الساحة الاعلامية التونسية وللتاريخ نقول اننا في يوم من الأيام دافعنا بكل شراسة عن «جوهرة أف أم» بأسلوب تجاوز الموضوعي أحيانا ليقع في بؤرة الانحياز ولسنا نادمين على ذلك لأننا لم نقم به جريا وراء جزاء ولا شكور بل تدعيما للاعلام بصفة عامة وللاعلام الجهوي بصفة أدق وأخص. قلت كنا وكان فعل ماض ناقص والنقص ليس فيه وإنما في الظروف المحيطة به، والظروف المحيطة بالاعلام مع الأسف لم تعد بريئة كل البراءة وذلك بسبب العدد الهائل من الدخلاء على هذه المهنة والتكالب على ما اصطلح على تسميته بالسبق الصحفي وضرب المجتهدين في هذا الباب بمصيبة الاعلام ألا وهي الاشاعة. والإشاعة وأسوق هذه المعلومة لضعاف التكوين وبسطاء التفكير وجهلة المهنة ليست الخبر الخاطئ وإنما هي اختلاق الخبر فقد يقع صحفي نزيه في فخ مصدر كاذب وهنا يكون خطؤه الأوحد هو عدم التثبت من مصداقية المصدر.. ولكن اعطني مصدرا واحدا موثوقا به في الحقل الرياضي عندها سنعامل أنفسنا وزملائنا بكل قسوة. ونحن في دار «الأنوار» بعناوينها المختلفة ضربنا في مصداقيتنا في عدة مناسبات ولم نبال ألم يقل الشاعر «إذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل». نحن لم نفكر مجرد التفكير في الرد لإيماننا بأن الأيام ستنصف الزملاء المخبرين وتقدم للمشكّكين البرهان على حرفيتهم وتمكنهم من مهمتهم التي نقدسها جميعا فكانت محاولات التشويه تباعا عندما كنا أول من أعلن عن تعزيز حامد كمون لهيئة معز ادريس وعندما كان لنا السبق في الاعلان عن استقالة الهيئة السابقة ونفس ردود الفعل لنفس أجهزة الاعلام برزت للعيان عندما قدمنا كمون والمهدوي كثنائي مرتقب للإشراف على حظوظ النجم الساحلي ولما انفردنا بتاريخ موعد الجلسة العامة وكذلك حين كانت أقلامنا أول من حبر خبر البحث عن مدرب جديد لفريق الساحل الأول. وأخيرا تواصل مسلسل التشكيك عندما قدمنا المدرب الجديد للنجم فعادت الهجومات وبنفس الأسلحة الفتاكة.. الاشاعة هكذا.. وأين.. في جوهرة «أف أم».. من أناس كان أكبر حلمهم وأقصى أهدافهم وأبعدها منالا أن يكتب حولهم سطر واحد في جريدة «الشروق» الأكثر انتشارا في تونس أو في احدى زميلاتها في نفس الدار. أصدقائي مازلتم في البدايات في الاعلام السمعي ونحن لنا في هذه الدار من يجرّ خلفه ربع قرن من العمل الاذاعي الراقي ومن شهد له بالتميز في اختصاصكم ولم يتجرّأ يوما على رمي زميل في الاذاعة أو التلفزة أو في باقي الجرائد والمجلات بتهمة خطيرة مثل اختلاق الاشاعة. والآن ما رأيكم في ما أثبتته الأيام.. ما رأيكم وقد صح الخبر الذي رميتموه بالاشاعة.. ما رأيكم وقد أثبت زميلكم حرفيته وتمكنه من آليات المهنة.. أرجوكم كفوا عن هذه اللعبة حتى لا نندم على ما قدمناه لكم في الماضي من دعم ونخاطبكم على لسان هاني شاكر.. «غلطة وندمان عليها».